شيّع الفاتيكان، اليوم السبت 26 أبريل 2025، جثمان البابا فرنسيس في جنازة مهيبة أقيمت في ساحة القديس بطرس، بحضور عشرات الزعماء العالميين وقادة الكنائس من مختلف الديانات والطوائف. ومع هذا الحضور الكثيف، غابت عائلة البابا فرنسيس عن المشهد، ما أثار تساؤلات حول أسباب ذلك.
وتبيّن أن الغياب لم يكن اعتباطياً، بل جاء استجابة لرغبة البابا فرنسيس نفسه، الذي لطالما دعا إلى البساطة وتوجيه النفقات للأعمال الخيرية. فقد أكدت شقيقته الوحيدة الباقية على قيد الحياة، ماريا إلينا برغوليو (77 عاماً)، أن شقيقها طلب من العائلة منذ سنوات توفير المال لخدمة الفقراء بدلاً من حضور المناسبات الرسمية.
كما امتنع كل من خوسيه برغوليو وكريستينا برغوليو – أبناء ماريا إلينا – عن حضور الجنازة، احتراماً لنفس المبدأ. وقال خوسيه إن قرارهم جاء "تكريماً لإرث البابا الأخلاقي".
في المقابل، تمكّن ماورو برغوليو، ابن شقيق البابا، من حضور الجنازة بفضل تبرع سخي من سيدة إيطالية تكفلت بتكاليف السفر، بعدما كشف ماورو عن عدم قدرته على تأمين ثمن التذكرة رغم رغبته الشديدة في توديع عمه.
الغياب العائلي لم يقلل من رمزية الحدث، بل أضفى عليه بعداً إنسانياً جديداً، يعكس التزام العائلة بقيم البابا فرنسيس التي لطالما جسّدها خلال حبريته، وفي مقدمتها التواضع والعدالة الاجتماعية.
وقد ختمت ماريا إلينا برغوليو تصريحها بقولها: "أخي عاش من أجل الناس، ومن الصواب أن نكرمه بالطريقة التي اختارها هو، لا نحن".