أثار نبأ وفاة صانع المحتوى الشاب شريف نصار، الذي وافته المنية إثر أزمة قلبية مفاجئة مساء يوم الجمعة، موجة حزن واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عُرف بـ"صوت البساطة والضحكة اليومية" لمحتواه المرح الذي لمس حياة الآلاف. لكن وراء مشاهد الضحك، كانت هناك معاناة خفية مع التنمر والانتقادات القاسية التي أثرت على صحته النفسية، وفقًا لمصادر مقربة منه.
أعلن معتز الديب،م زوج شقيقة الفقيد، خبر الوفاة عبر منشور مؤثر على "فيسبوك"، كاشفًا أن شريف تعرض لضغوط نفسية شديدة في الفترة الأخيرة بسبب هجمات متكررة على وسائل التواصل. وكان نصار قد نشر قبل أيام مقطع فيديو يرد فيه على منتقديه بعبارات مثل: "حسبي الله ونعم الوكيل وسيسخر الله لكم من يضيق قلوبكم، مما أظهر مدى تأثره العاطفي.
على الرغم من شهرة شريف بمقاطع الفيديو الكوميدية، إلا أن بعض منشوراته أثارت جدلاً واسعًا، تحول إلى هجوم شرس وُصف بـ"التنمر الإلكتروني". وأكد مقربون منه أن هذه الانتقادات أثرت سلبًا على حالته النفسية، مما يطرح تساؤلات حول حدود حرية التعبير والفرق بين النقد البناء والتشهير المؤذي.
تفاعل الآلاف مع خبر وفاة شريف نصار، معربين عن صدمتهم من الرحيل المفاجئ، بينما طالب نشطاء بفتح نقاش جاد حول أخلاقيات التعامل مع صناع المحتوى وضرورة تجريم التنمر الرقمي. كما تساءل البعض عن دور منصات مثل "تيك توك" و"فيسبوك" في حماية المستخدمين من التعليقات المسيئة، خاصةً في ظل تزايد حالات الاضطرابات النفسية بسبب السوشيال ميديا.
تضع هذه الواقعة المجتمع أمام مسؤولية مراجعة التعامل مع الشخصيات العامة على الإنترنت، حيث يمكن للكلمات أن تكون أشد وقعًا مما يتخيل الكثيرون. كما تبرز الحاجة إلى تشريعات رادعة ضد التنمر الإلكتروني، وبرامج توعوية للحد من آثاره المدمرة.
رحل شريف نصار، لكن قصته تبقى تذكيرًا صارخًا بأن الضحكة أحيانًا تخفي دموعًا، وأن الكلمة قد تكون قاتلة إذا خرجت عن إطار الإنسانية.