" لايف للإغاثة والتنمية" تحصد المركز الثالث كأفضل مؤسسة إغاثية عالمية!

تسنيم الريدي
خلال الأعوام الماضية ساهم المسلمون في أميركا الذين يبلغ عددهم حوالي 5 مليون شخص حسب تقديرات المجلس الإسلامي الأمريكي (CAIR) في العديد من الأعمال الخيرية العالمية، وتظهر البيانات الحديثة أن إجمالي التبرعات في العام الماضي التي تبرع بها عرب أميركا وصلت إلى حوالي4 مليارات دولار توجهت للجمعيات الخيرية والإنسانية، كما يمتد عطاء المسلمين الأمريكيين للخارج، وقد دفعت الحرب في غزة إلى تعبئة فورية من قبل العديد من المنظمات الإغاثية، والتي تعاونت مع مؤسسات غير ربحية أمريكية لتوسيع نطاق عملها عبر القارات. 
ووفقاً للتقارير الصادرة للعام 2025 فقد صُنفت مؤسسة لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief and Development كثالث كأفضل مؤسسة إغاثية عالمية تتميز بسرعة الاستجابة الإنسانية الطارئة، وحصلت على المرتبة الخامسة لأفضل مؤسسة تعمل في فلسطين، وكذلك جهود مكافحة الفقر حول العالم.
تواصلنا مع الأستاذ خليل مايك مدير التطوير بالمؤسسة وكان معه هذا الحوار: 
- تعمل منظمة الحياة في أكثر من 60 دولة... كيف وصلت إلى هذا الانتشار العالمي؟
تأسست "لايف" منذ أكثر من 32 عاماً في الولايات المتحدة الأميركية، وكانت بداية الانطلاقة بسبب شدة احتياج المتضررين في الشرق الأوسط والعالم النامي وقتها، وقلة دعم المؤسسات الإغاثية آنذاك.
وبشكل عام فجميع متبرعي لايف يقدمون دعمهم نبعاً من قناعاتهم بضرورة إسهامهم في تطوير المجتمعات ودعم المحتاجين والمشاركة في المبادرات الإنسانية التي تعمل على تحسين الظروف المعيشية للفقراء والمحتاجين، كما يعملون على التواصل الفعال مع العالم العربي والدول النامية بشكل عام من خلال فكرة التبرع معنا، هذا إلى جانب دعمهم الداخلي، فسنويا في بداية موسم الأعياد تقوم الشركات الأمريكية والمواطنون بالتبرع في يوم معروف باسم ثلاثاء العطاء والذي نشارك فيه بداخل المجتمع الأميركي، فنحن نعمل لكل محتاج بغض النظر عن دينه ولونه وعرقه وجنسه وثقافته، فالإنسانية تجمعنا مهما كانت الظروف.

-كيف حصلت مؤسسة "لايف" على هذه التصنيفات الدولية المرموقة؟
عمل فريق "لايف" خلال هذه السنوات بكل جهد وصعد سلم النجاح خطوة خطوة، وكان التقييم من خلال تدقيق شديد ومراجعة صارمة من الجهات المختصة، وكانت " لايف" أهلٌ بالفعل للحصول على تصنيف 96% من قِبَل هيئة التحكيم الدولية Charity Navigator، وأوصت بها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، كما أن "لايف" تتمتع بمركز استشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
وقد نالت هذه المراكز لأنها تتميز بالتأهب الدائم لمواجهة الكوارث والطوارئ العالمية، بالإضافة إلى التوسع والانتشار بمشاريع تنفيذية شاملة، من خلال 14 مكتب لها حول العالم، حيث وزعت خلال هذه السنوات أكثر من 624 مليون دولار من المساعدات الإنسانية.

س: شهد العامان الماضيان أزمات عالمية كبرى.. كيف كانت "لايف" تحدد الأولويات؟
لا أستطيع أن أنكر أنه خلال هذه الأعوام كنا نشعر في بعض الأحيان أن جميع المنكوبين في حاجة عاجلة!
ففريق العمل في سوريا مثلاُ يرى أن كل أهل الشمال السوري يستحقون، وكل ضحايا المغرب وتركيا وليبيا يستحقون، ثم مررنا بشعور قاسي بأن هناك 2 مليون نازح في غزة يستحق! 
لكن نحن نعمل بتخطيط قوي، وتسير كل مشروعاتنا بالتوازي، فـ"لايف" تعمل على تقديم مشروعات متنوعة مثل الغذاء والمياه والمأوى المؤقت بالإضافة إلى الرعاية الصحية والتعليم، وتنمية المجتمع، ومساعدة الأسرة، وبرامج دعم اللاجئين، وقد أثبتت وجودها مثلاً في أزمة زلزال تركيا والشمال السوري، وللاستجابة الطارئة تم التعاون مع الجهات المعنية، وتواجد الفريق في قلب الحدث عقب 4 ساعات فقط من وقوع الكارثة، وعملت على تتبع النازحين من منطقة الزلزال إلى الولايات الأخرى المجاورة لتقديم الدعم اللازم والإيواء والرعاية الطبية للنازحين، ونفس الأمر في كارثة المغرب وليبيا في العام الماضي تمت كل المساعدات رغم أن فريقنا لا يعرف لغة البلد ! 
وفي نفس هذا التوقيت كانت بداية أحداث غزة وعقبها مباشرة السودان ولبنان، فكانت فرقنا تعمل ليل نهار بشكل جيد لتوقع الأحداث والعمل على الاستعدادية لها، تواجدنا في اليوم الأول في غزة بفضل فريقنا المتواجد هناك منذ عام 2003 فهذا سهل علينا كثيراً، وبفضل فريق لايف الأردن استطعنا تجاوز العديد من المعابر لأن أوراقنا اللوجستية تمت مبكراً، فلم تكن شاحناتنا متكدسة على المعابر مثلما كانت تعاني بعض المؤسسات الأخرى.

-النكبات لم تكن في غزة فقط العام الماضي، بل كانت في عدة دول نتج عنها الآلاف من اللاجئين.. كيف تعاملتم مع الامر؟
عملنا في عدة دول لدعم 1,2 مليون لاجئ في سوريا والسودان وبورما وأفغانستان وباكستان، وآثار الحروب السابقة في العراق واليمن ولبنان والمغرب وغيرها من الدول.
في سوريا نعمل من 21 عاماً وخلال الفترة الأخيرة ركزنا على مشروع " من الخيام إلى البيوت" بجانب المساعدات الإغاثية والطبية العاجلة، والذي استهدف بناء 50 مجمع سكني في الشمال وذلك لمواجهة أزمة موت النازحين شتاءً، وقد كان أغلب من تسلموا بيوتهم خلال هذه الفترة من النساء والشيوخ والأطفال.
وخلال أزمة السودان تم العمل على المساعدات العاجلة لمن نزحوا إلى مصر وبعض الدول المجاورة.
وعملتنا بشكل عام على تقديم الرعاية الصحية لـ30 ألف لاجئ، حيث تنتشر بينهم العديد من الأمراض وأكثرها أمراض العيون، كما تم إنفاق حوالي 27 مليون دولار لبرامج الرعاية الصحية والإمدادات الطبية الشاملة حول العالم، وتم توزيع الطعام المدعم بالفيتامينات لمواجهة سوء التغذية لـ 19.000 أسرة.

-كيف إذن تم العمل بالتوازي بين احتياجات الإغاثة والطوايء وبين المشروعات المستدامة؟
المشروعات المستدامة كان يسير العمل فيها بشل طبيعي كحفر الآبار، لكن مشروع الأيتام واجهنا فيه رغبة بعض المتبرعين لتخصيص كفالاتهم فقط في غزة، لكننا وككل المؤسسات التي تتمتع بالمصداقية تحدثنا معهم أن الوضع كارثي على الأرض، ونحن كمؤسسة لا نعرف العدد الفعلي للأيتام المسجلين لدينا في غزة هل ما زلوا موجودين أم لا مع كم الوفيات الهائل من الأطفال، ولا نستطيع بسبب الأحداث أن يتم إحصاء لأعداد أيتام جدد، فقد كان فريقنا يعمل على الأرض وفقاً للأوضاع الأمنية واللوجستية، ويعمل لجميع الأطفال وفقاً للأكثر استحقاقاً. 
وبالفعل تفهم متبرعي وكافلي الأيتام مع "لايف" هذا الأمر، وتفهموا حجم أن يتخلى الكافل عن يتيمه بمثابة كارثة لهذا الطفل، واستمر عملنا كما هو فش مشروع الكفالات، بل وخرجنا من العام 2024 ونحن نكفل 13,100 يتيم بكافة احتياجاته المالية والنفسية.

-خلال مشروعاتكم التنفيذية كنتم تركزون على الدعم النفسي للأيتام.. كيف يتم ذلك؟
بالتأكيد الطفل اليتيم وحتى والدته وذويه بحاجة للدعم النفسي بجانب رعايته المادية، فاليتيم قد يكون قد تعرض للفقد المفاجئ، أو حتى تعرض لمشاهد الخوف والألم بجانب الفقد، فأصبح بحاجة للدعم والتفريغ ومواجهة معاناة ما بعد الصدمة، وقد عملنا على رصد حالات أيتام "لايف" والتعامل معها بشكل صحيح بالتعاون مع المتخصصين لأجل ذلك، وقد كان تركيزنا مع الأيتام ذوي الظروف الطبيعة من خلال منحهم الخروج واختيار ملابسهم بنفسهم، ومن خلال حفلات الأيتام العائلية التي تخفف العبء عن أمهاتهن وعائلاتهم.
وبخصوص أيتام وأطفال الحروب مثل الوضع في سوريا وغزة ولبنان فقد تم تعيين متخصصين للتعامل مع الوضع، فمثلاً في المخيمات التعليمية في غزة، تم تحديد الطلاب اللذين يعانون من صعوبات دراسية، أو مشكلات ما بعد الصدمة وتمت متابعة حالاتهم شكل جيد مع أولياء أمورهم، وتم رصد تحسن للعديد من الطلاب.
وفي سوريا تم ممارسة بعض الأنشطة كالرسم والطهي وتعلم فن القيادة وغيرها والتي كانت تساهم في تفريغ المشاعر لدى الأطفال بحيث يعمل المتخصصون على دعمهم ومراقبة وضعهم.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن هناك بعض اللفتات الإنسانية للدعم النفسي التي قدمتها "لايف" كما كان لمرضى السرطان في سوريا، والعجائز الذين تركهم أبنائهم في دور المسنين في الأردن، والمرضى في مستشفيات سيراليون، والنازحين بين حدود باكستان وأفغانستان.
وبشكل عام فإننا نختار فرقنا بعناية لنتأكد أنهم سيوزعون ويمنحون معاني الرحمة والتكافل في نفس الوقت وهم يوزعون المساعدات الإنسانية! 

-لماذا ترتبط مشروعات دعم التعليم بدعم الأيتام في "لايف". كيف تقيمون أهمية التعليم في الدول النامية؟ 
دعم تعليم الأطفال بمثابة بناء مستقل مجتمع كامل، لذلك لم نتوان عن إنفاق ملايين الدولارات في مشروعات التعليم وإعادة تأهيل المدارس كما تم هذا العام في العراق، وفي سوريا ليستفيد 187 ألف طالب وطالبة، كما تم إعادة ما يقارب من 29 ألف طالب يتيم إلى صفه الدراسي من خلال توفير نفقاته واحتياجاته الدراسية في 28 دولة حول العالم، هذا إلى جانب دعم المنح الدراسية الجامعية.

-وهل تندرج مشروعات دعم الايتام ضمن المشروعات الموسمية؟ 
رعاية الأيتام تشمل جميع جوانب حياتهم، لكن هناك بعض الأطفال المتعففين الذين هم بحاجة لدعم أسرهم خلال مواسم رمضان والأعياد والشتاء وغير ذلك، حيث تم خلال العام الماضي توفير 11 مليون وجبة في 38 دولة حول العالم، واستفاد 450,000 شخص في 38 دولة حول العالم من الأضاحي، وكان منهم 50.000 في غزة، وقامت المؤسسة بتوفير مستلزمات الشتاء من الملابس وأجهزة التدفئة والحطب وغيرها لـ9.000 أسرة وقامت بحفر 267 بئر خلال العام في 18 دولة.

-كيف عملتم على مشروعات حفر الآبار في ظل الكوارث التي كان يمر بها الشرق الأوسط؟! 
في الحقيقة تعتبر مواسم الخير في رمضان وعيد الأضحى المبارك ونهاية العام مواسم جيدة يُخرج فيها مسلمو أميركا والمتبرعون حول العالم زكاتهم وصدقاتهم، ونحن نعمل على التخطيط لمشروعات حفر الآبار ومشروعات الإطعام والكفارة والنذر وغيرها طوال العام، لكن التبرع لها ينشط خلال هذه المواسم، حيث أصبحت عدد الآباء التي حفرتها لايف خلال عمرها 1473 بئر!
وتتميز "لايف" بأنها تعمل في مواسم معينة لحفر الآبار في الدول الأكثر احتياجاً كالصومال وسيراليون وتنزانيا وكينيا وأفغانستان وباكستان وغيرها من الدول، كما نعمل على توفير مياه الشرب من خلال مشروعات مختلفة من نوعها كإعادة تشغيل خزانات المياه كالذي تم في غزة والعراق، هذا إلى جانب توفير مياه الشرب النقية في عدة دول في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح.

-كيف يتم تعاون أهل الخير في أميركا بجنسيات مختلفة تحت فكر وهدف واحد؟
تتمتع "لايف" بالعديد من المزايا التي يراها المتبرعون والمانحون والشركاء رأي العين، أهمها التكاتف حول أهمية الثقة والشفافية والمصداقية، كما تتميز بحسن انتقاء أعضاء فرق العمل، وحسن اختيار الشركاء واختيار الفرص المناسبة للمشروعات وتوقيتها، حسن التخطيط والاستعداد المسبق، كما تتمتع بأعضاء هم ركائز نجاحها، حيث إن الجهود المستمرة من جانب موظفيها وشركائها والجهات المانحة وأعضاء مجلس إدارتها هم عصب استمرار نموها، وكان التوسع وافتتاح مكاتب جديدة في اليمن وكينيا وماليزيا والصومال وتنزانيا، والبدء في إجراءات تأسيس مكتب لبنان والمملكة المتحدة ، والتوسع في أنشطة البوسنة وأوكرانيا أكبر دليل للتميز بالتوسع دون النظر إلى دين أو عرق أو ثقافة المتعفف.



إغلاق


تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

برأيك هل سيتم رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا؟