أثار النفوق المتزايد لأسماك القرش الأبيض الكبير، التي تُجرفها الأمواج إلى سواحل أمريكا الشمالية، تساؤلات عديدة بين العلماء والمجتمع العلمي في كندا والولايات المتحدة. فقد تم اكتشاف حالات متعددة لأسماك قرش ميتة على شواطئ الأطلسي، وبالأخص في كندا، مع أعراض غامضة، أبرزها تضخم الدماغ.
حتى أغسطس 2023، لم تُسجل أي حالة نفوق لأسماك القرش الأبيض الكبير منذ ثلاثين عامًا في كندا. لكن العثور على إحدى هذه الأسماك النافقة على شواطئ جزيرة الأمير إدوارد دون أي علامات إصابة ظاهرة أدى إلى فتح التحقيقات. وقد أظهرت الفحوصات أن السبب في وفاتها هو التهاب السحايا والدماغ، وهو مرض نادر يصيب الأنسجة الدماغية ويؤثر على الوظائف الإدراكية الطبيعية.
منذ ذلك الحين، تكررت الظاهرة، حيث تم العثور على أربعة أسماك أخرى على طول الساحل الأطلسي الكندي، وظهرت حالات مشابهة في الولايات المتحدة. ويُعتقد أن تغيرات المناخ قد تكون السبب في هذه الظاهرة، حيث أدت حرارة مياه المحيط الأطلسي إلى دفع أسماك القرش إلى الشمال، فضلاً عن زيادة أعداد الفقمات، وهي فريسة أساسية لهذه الحيوانات.
: وتُعاني أسماك القرش الأبيض الكبير، التي تتمتع بجهاز مناعي قوي، من نقص في التمويل البحثي مقارنةً بالحيوانات البحرية الأخرى مثل الحيتان والدلافين. ورغم الصورة السلبية التي تروج لها الأفلام السينمائية مثل "Jaw" و"Deep Blue Sea"، فإن هجمات القرش على البشر نادرة للغاية.
وأخيرًا، لا يزال البشر يشكلون التهديد الأكبر لهذه الأنواع بسبب مصايد الأسماك التجارية، ما أدى إلى انخفاض أعدادها بشكل ملحوظ. تُعتبر أسماك القرش الأبيض الكبير الآن من الأنواع المهددة بالانقراض، حيث تقدر أعدادها البرية بين 3500 و5000 فقط.