بدأت مدرسة دورير الثانوية بمدينة نورمبرج الألمانية تطبيق نظام جديد لمواجهة ظاهرة تأخر التلاميذ عن الدوام المدرسي، حيث فرضت غرامة مالية قدرها 5 يوروهات على التلاميذ الذين يتأخرون بشكل متكرر ودون مبرر.
آلية تطبيق الغرامة
وفقًا للقانون الداخلي للمدرسة، تُفرض الغرامة فقط بعد استنفاد الوسائل التربوية الأخرى، مثل التحدث مع أولياء الأمور والمعلمين والأخصائيين النفسيين. ويشمل الإجراء التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و11 عامًا.
صرّح مدير المدرسة رينر جيسدورفر أن الإجراء يهدف إلى زيادة وعي التلاميذ وأولياء الأمور بمشكلة التأخر، وليس لمعاقبة الطلاب، مؤكدًا أن الغرامة أظهرت نتائج إيجابية، حيث انخفض عدد التلاميذ المتأخرين بشكل ملحوظ.
وأضاف جيسدورفر:
"التلاميذ الصغار لا يهتمون كثيرًا بالتهديدات بالطرد، لكن دفع غرامة مالية يزعجهم ويدفعهم للالتزام."
أسباب التأخير وزيادة حالات الغياب
أفادت تقارير وزارة التعليم بالولاية أن المدارس سجلت أكثر من 1500 حالة تغيب أو تأخر خلال العام الماضي، بزيادة مقارنة بالسنوات السابقة. ويُعزى هذا الارتفاع جزئيًا إلى تأثيرات جائحة كورونا، حيث فقد بعض التلاميذ الاهتمام بالتحصيل الدراسي بعد فترة الإغلاق.
ردود الفعل على الإجراء
لاقى القرار ردود فعل متباينة. ففي حين أشاد مجلس الطلاب ومدير المدرسة بفعاليته، أشار ستيفان دول، رئيس نقابة المعلمين الألمانية، إلى أن فقدان الاهتمام بالتعليم بعد الجائحة يُعد سببًا رئيسيًا لتزايد حالات التأخر والغياب.
من جهة أخرى، أكدت وزارة التعليم بالولاية أن القرار متروك لكل مدرسة لتحديد الإجراءات المناسبة لمعالجة التأخر.
تأثير الغرامة على الانضباط المدرسي
وفقًا لتقديرات جيسدورفر، فإن حوالي 5% إلى 10% من التلاميذ يظهرون استهتارًا بالتعليم، مما قد يؤثر على فرص تخرجهم. لكن الغرامة ساعدت في رفع الوعي وزيادة الالتزام لدى التلاميذ وأسرهم، ما يعزز فرص نجاحهم الدراسي.