دراسة تكشف تأثير دخل الزوجة على الصحة النفسية للزوج
أظهرت دراسة حديثة من جامعة دورهام أن دخل الزوجة المرتفع قد يكون له تأثير سلبي على الصحة النفسية لشريكها الذكري. هذه الدراسة، التي شملت أزواجًا من نفس الجنس في السويد، تُظهر ارتباطًا مثيرًا بين دخل الزوجة والمشاكل الصحية النفسية، خاصة لدى الرجال.
العلاقة بين دخل الزوجة والزوج: هل هناك تأثير مباشر؟
ركزت الدراسة على الأزواج الذين تزوجوا في السويد عام 2021، وتراوح متوسط أعمارهم حينها بين 35 و40 عامًا. وعلى الرغم من أن الصحة النفسية كانت ترتبط بشكل إيجابي مع دخل الشريك بشكل عام، إلا أن العلاقة كانت سلبية عندما كان دخل الزوجة هو الأعلى.
الدراسة وتحليل النتائج
خلص الباحثون إلى أن زيادة دخل الزوجة على دخل الزوج يُحتمل أن يزيد من المشاكل النفسية، بنسبة 8% في العينة الكاملة، وبنسبة 11% بالنسبة للرجال. وقد تركزت هذه الزيادة في التشخيصات المتعلقة بالمخدرات لدى الذكور، بينما كانت النساء أكثر عرضة للاضطرابات العصبية والضغوط النفسية.
التوجه العالمي نحو زيادة دخل الزوجة
تزداد بشكل مستمر نسبة الأسر التي يكون فيها الزوجة هي المعيلة الرئيسية. ولكن حتى مع هذا الاتجاه العالمي، لم تكن هناك الكثير من الدراسات التي تناولت تأثير هذه الظاهرة على الصحة النفسية للزوج. وبهذا، سعت هذه الدراسة لسد هذه الفجوة المعرفية.
التفسير النفسي: كيف يؤثر الدخل على التوازن النفسي؟
يعتقد الباحثون أن هذا الارتباط بين دخل الزوجة والصحة النفسية للزوج يعود إلى مشاعر الضغط النفسي التي قد يشعر بها الرجل عندما تكون شريكته هي المعيلة الرئيسية. فقد يُعزى ذلك إلى التحديات الاجتماعية والنفسية التي يواجهها الرجل في مثل هذه الحالات، خاصة في المجتمعات التي لا تزال تتوقع من الرجل أن يكون هو المعيل الرئيسي.
الاختلافات بين الجنسين في تأثير الدخل على الصحة النفسية
وتظهر النتائج أن المشاكل النفسية لدى الأزواج مرتبطة ارتباطًا وثيقًا ليس فقط بالمقدار المطلق للدخل، ولكن أيضًا بالدخل النسبي بين الزوجين. بينما يبدو أن الرجال يتأثرون بشكل أكبر من النساء عندما يتجاوز دخل الزوجة دخل الزوج، فإن النساء في هذه الحالة يكن أكثر عرضة للاضطرابات العصبية بسبب التوترات النفسية المرتبطة بالضغوط الاجتماعية.
التأثير على العلاقات الزوجية: هل يؤثر المال على الحب؟
من الواضح أن المال يمكن أن يكون له تأثير كبير على العلاقات الزوجية. قد يؤدي التفاوت الكبير في الدخل إلى خلق توترات وصراعات بين الزوجين، مما يؤثر سلبًا على صحتهما النفسية. كما أن الضغوط المرتبطة بالمال قد تؤدي إلى انفصال الزوجين في بعض الحالات، وهو ما أظهرته الدراسة من خلال الطلاق الذي وقع في 20% من الأزواج الذين تم مسح بياناتهم.
ما هي الحلول الممكنة؟
في النهاية، يُظهر البحث أهمية التوازن بين الدخل والصحة النفسية في العلاقات الزوجية. على الرغم من أن زيادة دخل الزوجة قد يكون علامة على التقدم المهني والاقتصادي، فإن التفاوت الكبير في الدخل بين الزوجين قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية للزوج. لذا من الضروري أن يتبنى الأزواج استراتيجيات توازن في علاقاتهم لضمان صحة نفسية مستقرة وتواصل إيجابي.