تتزايد ظاهرة "القلق من المستقبل" بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ويعود ذلك إلى تسارع الأحداث العالمية، والتوترات السياسية والعسكرية، ما يزيد من مشاعر القلق والخوف لدى العديد من الناس بشأن ما قد يحمله المستقبل لهم. في هذا السياق، خصص موقع "بي سايكولوجي توداي" الأميركي تقريرًا لتوجيه النصائح حول كيفية التعامل مع هذه المشاعر المرهقة.
القلق والخوف: الفرق بينهما
يشير الباحث جيلز ستوري في تقريره إلى أن الكثير من الناس يفضلون التعرض للألم الشديد الآن على انتظار ألم أخف لاحقًا. ويشرح العلماء الفرق بين "الخوف" و"القلق": حيث يرتبط القلق بالأشياء التي قد تحدث في المستقبل، بينما يرتبط الخوف بالأشياء التي توجد أسباب للاعتقاد بأنها ستحدث.
القلق الإنتاجي مقابل القلق غير الإنتاجي
من المهم التمييز بين نوعين من القلق: القلق الإنتاجي الذي يدفع الشخص للعمل بفعالية لمواجهة تحديات معينة، والقلق غير الإنتاجي الذي يعيق الشخص ويجعله غير قادر على اتخاذ أي خطوات إيجابية. على سبيل المثال، القلق بشأن مهمة عمل أو ورقة بحثية قد يدفعك لإنجاز العمل بدلاً من تضييع الوقت في أمور غير مفيدة. ولكن إذا تحول هذا القلق إلى شعور مزعج للغاية بحيث يوقفك عن العمل، يصبح قلقًا غير منتج.
كيفية التعامل مع القلق والخوف من المستقبل
في حال كنت تشعر بالخوف الشديد تجاه المستقبل، ينصح الطبيب النفسي الأميركي لورين سويرو بالتوقف للتساؤل عن مصدر هذا الخوف. هل أنت منغمس في الأخبار المزعجة أو مواقع التواصل الاجتماعي التي تثير قلقك؟ إذا كان الأمر كذلك، قد يكون من المفيد تقليص استهلاكك لهذه المعلومات أو تغيير مصادر الأخبار التي تتابعها.
كما يشجع سويرو الأشخاص على مشاركة مشاعرهم مع الأصدقاء والعائلة أو التواصل مع أشخاص متشابهين في التفكير عبر الإنترنت. يمكن أيضًا التطوع في منظمات تهتم بقضايا المجتمع التي تثير اهتمامك، مما يعزز شعورك بالتمكن ويساهم في تخفيف مشاعر القلق.
التعامل مع مشاعر القلق بشكل صحي
لا يجب أن يشعر الشخص بالذنب تجاه مشاعر القلق التي يمر بها. يُنصح بعدم معاقبة الذات على الشعور بالخوف أو القلق، بل يمكن تقبل هذه المشاعر والعمل على تقليل تأثيرها من خلال اتخاذ خطوات عملية وفعّالة.