رائد ناسا يرصد "ظاهرة بشرية الصنع" تثير قلق الفلكيين وتؤثر على جمال الكون

في بداية هذا الأسبوع، كشف رائد الفضاء الأمريكي دون بيتيت عن مشهد رائع من محطة الفضاء الدولية يظهر مجموعة من الأضواء اللامعة التي تطفو فوق أفق الأرض، على بعد 400 كيلومتر. وقد وصف بيتيت هذا المشهد في البداية بـ"اليراعات الكونية"، نظراً للبهجة التي شكلتها الأضواء، إلا أنه سرعان ما اكتشف الحقيقة المقلقة.

اكتشاف الحقيقة: أقمار صناعية بشرية
في تغريدة نشرها عبر حسابه، كشف بيتيت أن هذه الأضواء ليست ظواهر سماوية طبيعية كما كان يظن في البداية، بل هي عبارة عن أقمار صناعية تابعة لمشروع "ستارلينك" الذي أطلقته شركة "سبيس إكس". الأقمار الصناعية تعكس ضوء الشمس بطريقة تضيء السماء وتبدو كأضواء متلألئة في الفضاء.

مشاكل الفلكيين مع الأقمار الصناعية
منذ أن بدأت "سبيس إكس" في إطلاق أقمار "ستارلينك" في عام 2019، تم إلقاء الضوء على المشاكل التي قد تطرأ بسبب كثرتها. حيث يوجد اليوم أكثر من 6700 قمر صناعي في المدار، ويستمر هذا العدد في الزيادة مع كل عملية إطلاق جديدة باستخدام صواريخ "فالكون 9".

تعتبر الأقمار الصناعية، بما في ذلك "ستارلينك"، مصدر قلق كبير للفلكيين، لأنها تتسبب في تلوث الصور التي تلتقطها المراصد الفلكية الأرضية. حيث تعكس هذه الأقمار ضوء الشمس فتظهر في الصور الفلكية كخطوط ساطعة ومزعجة، ما يؤدي إلى تشويش البيانات العلمية.

تزايد القلق من التلوث الفضائي
يعد تزايد عدد الأقمار الصناعية في المدار مصدر قلق متزايد، خصوصاً مع خطط "سبيس إكس" لإطلاق نحو 42 ألف قمر صناعي من "ستارلينك" في المستقبل. وفي الوقت الحالي، وافقت إدارة الطيران الفيدرالية على إطلاق 12 ألف قمر فقط، إلا أن تلك الأعداد قد تشكل تهديدًا جديًا في المستقبل القريب.

كما ظهرت مشاريع ضخمة أخرى، مثل مبادرة "ألف شراع" الصينية، التي قد تشمل أكثر من 13 ألف قمر صناعي، مما يزيد من التحديات التي تواجه العلماء في دراسة الفضاء.

أقمار ستارلينك: أكثر سطوعًا وتلوثًا للفضاء
في وقت سابق من هذا العام، أعلنت "سبيس إكس" عن إطلاق نوع جديد من أقمار "ستارلينك" التي تهدف إلى توفير الاتصال المباشر بالهواتف المحمولة. هذه الأقمار أكثر سطوعًا بخمس مرات من الأقمار العادية، وذلك بسبب ارتفاعها المنخفض نسبياً الذي يجعلها تظهر أكثر وضوحاً في السماء.

يُطلق على هذه الأقمار اسم "ستارلينك 2"، وهي تدور على ارتفاع 350 كيلومترًا فقط فوق سطح الأرض، وهو ما يجعلها أكثر وضوحًا وأضخم من أقمار "ستارلينك" التقليدية التي تدور على ارتفاع 550 كيلومترًا.

آثار التلوث الفضائي على البحوث العلمية
يؤثر هذا التلوث الناتج عن الأقمار الصناعية على العديد من مشاريع البحث العلمي. فمع زيادة عدد الأقمار الصناعية التي تعكس ضوء الشمس، يصعب على المراصد الفلكية التقاط صور دقيقة للكون. وعندما يتم تصوير الفضاء، غالبًا ما تظهر خطوط ساطعة تمثل الأقمار الصناعية، مما يعطل الدراسات الفلكية حول النجوم والكواكب والأجرام السماوية الأخرى.

كما أن هذا التلوث يزعج الباحثين الذين يعتمدون على صور الفضاء لدراسة الظواهر الكونية، ما يسبب تقليلاً في دقة البيانات التي يجمعونها.




إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

اختر الحدث الأبرز عام 2024!