في دراسة شاملة شملت أكثر من 300 ألف شخص في الدنمارك، وجد الباحثون أن التعرض لإصابات طفيفة في الدماغ خلال مرحلة الطفولة يزيد من احتمالية السلوك الإجرامي في مرحلة المراهقة. وتُظهر هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة JAMA، ارتباطًا بين ارتجاج المخ لدى الأطفال تحت سن العاشرة وبين زيادة معدلات الجرائم عند بلوغهم العشرين.
استهدفت الدراسة الأطفال الذين تعرضوا لإصابات دماغية بسيطة، مثل الارتجاجات الناتجة عن الألعاب الرياضية، وقارنت معدلات تلك الإصابات مع سجلات العدالة الجنائية للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عامًا. النتائج أظهرت أن الأطفال المصابين بإصابات دماغية كانوا أكثر عرضة بنسبة 25% للإدانة بارتكاب الجرائم، مما يشير إلى أن هذه الإصابات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على سلوك الفرد في المستقبل.
كيف تؤثر إصابات الدماغ على السلوك الإجرامي؟
يعتقد الباحثون أن إصابات الدماغ الطفيفة، مثل الارتجاجات، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل سلوكية مستدامة تؤثر على اتخاذ القرارات وتزيد من السلوك العدواني والمعادي للمجتمع. ارتجاج المخ، وهو إصابة شائعة تحدث أثناء ممارسة الرياضات الجسدية مثل كرة القدم، يمكن أن يسبب تغييرات في المزاج والسلوك، ما يؤدي إلى زيادة احتمالية التصرفات الإجرامية في سن المراهقة.
النتائج التي توصل إليها الباحثون في الدنمارك تشير إلى أن الأطفال الذين يعانون من إصابات دماغية طفيفة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض عقلية واضطرابات سلوكية مثل مرض باركنسون والخرف في وقت لاحق من الحياة. هذه الإصابات ليست فقط ذات تأثير قصير المدى، بل يمكن أن تترك آثارًا دائمة على القدرات العقلية والانفعالية للفرد.
وفقًا للدراسة، تم تقييم 343,027 شخصًا من الدنماركيين الذين ولدوا بين عامي 1995 و2000. الباحثون استخدموا البيانات الطبية والسجلات الجنائية لمقارنة الأطفال الذين زاروا غرف الطوارئ بسبب إصابات دماغية طفيفة مع سجلاتهم في سن المراهقة. وخلصت الدراسة إلى أن الأطفال الذين تعرضوا لهذه الإصابات كانوا أكثر عرضة بنسبة 26% لارتكاب الجرائم في الفترة ما بين سن 15 و20 عامًا.
هذه النتائج تمثل تحذيرًا كبيرًا للآباء والمدربين الرياضيين حول المخاطر التي يمكن أن تتسبب بها إصابات الرأس الطفيفة. على الرغم من أن هذه الإصابات قد تبدو غير خطيرة في البداية، إلا أن التأثيرات النفسية والسلوكية طويلة الأمد قد تكون مدمرة.