منذ اتهامه الأخير من قبل محكمة باريس بالتواطؤ في نشر صور اعتداءات جنسية على الأطفال وتسهيل عمليات إجرامية عبر تطبيق "تليغرام"، أصبح اسم بافل دوروف، الملياردير الروسي الشاب، في دائرة الضوء. هذه القضية لم تكن مفاجئة بالنظر إلى تاريخ دوروف الطويل في التحدي والصراع مع السلطات حول العالم، إذ يعتبره الكثيرون مدافعًا قويًا عن حرية التعبير ضد الرقابة الحكومية.
الدفاع والدعم
تلقى دوروف دعمًا واسعًا من قبل مسؤولين روس وحتى سياسيين غربيين، من بينهم مالك منصة "إكس" (تويتر سابقًا). رأى البعض في هذه الملاحقة القضائية محاولة لإسكات صوت مستقل، يعارض الرقابة التي تفرضها الحكومات على الإنترنت.
بين الحرية والتمرد
منذ إطلاق "تليغرام" في عام 2013، أكد دوروف مرارًا أن التطبيق ملاذ لحرية التعبير وبعيد عن سيطرة الحكومات. هذا الموقف جلب له شهرة واسعة لكنه وضعه أيضًا في مواجهة مع السلطات، خاصة عندما أصبحت "تليغرام" منصة لتبادل المعلومات بين الجماعات المختلفة، بما في ذلك تلك المرتبطة بتنظيمات إرهابية.
على الرغم من الضغط الدولي، أصر دوروف على موقفه بأن المنصة ستظل مفتوحة وغير خاضعة للرقابة، مؤكدًا أن "التنظيمات الإرهابية ستجد طرقًا أخرى للتواصل إذا لم يكن 'تليغرام' متاحًا".
نشأة وتطور
ولد دوروف عام 1984 في الاتحاد السوفيتي السابق، وترعرع في بيئة ثقافية غنية، حيث نشأ في عائلة من المثقفين. منذ صغره أظهر ميلًا واضحًا للتمرد، حيث اخترق في سنوات دراسته الثانوية نظام الكمبيوتر في المدرسة، في حركة جريئة تعكس شخصيته المتمردة والمبتكرة.
هذه النزعة إلى التحدي تبلورت بشكل أكبر عندما أسس مع شقيقه نيكولاي دوروف، الذي يعتبر من عباقرة الرياضيات، منصة "فكونتاكتي" (VK) في روسيا. هذه المنصة سرعان ما أصبحت البديل الروسي لـ"فيسبوك"، حيث قدمت تجربة مشابهة ولكن مع تركيز على الجمهور الناطق بالروسية.