تجلس مجموعة من الأشخاص حول طاولة، تتشابك أيديهم بينما يحاولون استدعاء أرواح الموتى، هذا المشهد الذي يتكرر في الأفلام والبرامج الوثائقية قد يوحي بوجود قوى خارقة للطبيعة، ولكن هل هذا ما يحدث بالفعل؟
تحضير الأرواح: حقيقة أم خيال؟ انتشرت جلسات تحضير الأرواح في أوروبا خلال القرن التاسع عشر، وعادت للظهور بقوة في عصرنا الحالي مع توافر وسائل الاتصال الحديثة. يُعتقد أن الوسطاء الروحانيين قادرون على التواصل مع الأرواح، ولكن العلم يضع هذه الظاهرة في خانة الخرافات.
مايكل فاراداي يفضح الخدعة: العالم البريطاني مايكل فاراداي، الذي اشتهر بدراساته في المجال الكهرومغناطيسي، حضر إحدى جلسات تحضير الأرواح التي زعم القائمون عليها أنهم يستطيعون تحريك الطاولة تلقائيًا. بعد مراقبته الدقيقة، اكتشف فاراداي أن ما يحدث ليس سوى خداع بصري، إذ تحركت أيدي المشاركين بشكل لا إرادي مسببة حركة الطاولة، ما فضح زيف هذه الادعاءات.
تجارب نفسية تكشف الحقيقة: في عام 1997، قام عالمان نفسيان بتجربة لدراسة تأثير التوقعات على إدراك الأشخاص. قُسم المشاركون إلى مجموعتين، طُلب من المجموعة الأولى دخول مبنى مهجور قيل لهم إنه مغلق للإصلاح، بينما أُبلغت المجموعة الثانية أن المبنى مسكون بالأرواح. المجموعة الثانية أبلغت عن شعورهم بـ"أساسيس غريبة"، بينما لم تلاحظ المجموعة الأولى أي شيء غير عادي. هذا يؤكد أن الإيحاءات تؤثر بشكل كبير على إدراك الناس للظواهر الخارقة.
الأسباب العلمية لتوهم الأشباح: يرى العلماء أن ما يتوهم البعض أنه أرواح أو أشباح قد يكون ناتجًا عن تأثيرات بيئية. على سبيل المثال، اهتزاز الأدوات في مختبر مهندس يدعى فيك تاندي تبيّن أنه نتيجة لمروحة صامتة خلقت اهتزازات غير ملحوظة. كذلك، التعرض للمجالات المغناطيسية أو مواد كيماوية معينة يمكن أن يسبب هلوسات سمعية وبصرية.
الأماكن المهجورة وظاهرة الأشباح: الأماكن المهجورة غالبًا ما ترتبط برؤية الأشباح، ويعتقد العلماء أن السبب قد يكون التعفن والتحلل في مواد البناء التي تنجم عنها فطريات وجراثيم تسبب الهلوسة. هذه الهلوسات تجعل البعض يعتقدون أنهم يرون أرواحًا أو أشباحًا.
الخلاصة: جلسات تحضير الأرواح التي تبدو مليئة بالغموض والخوف ليست سوى نتاج حيل وخدع بصرية وأحيانًا تأثيرات بيئية ونفسية. العلم يقف حاسمًا في مواجهة هذه الظواهر، مؤكدًا أن الأرواح والأشباح التي يزعم البعض رؤيتها ليست سوى أوهام أو خيالات.