في عمق الثقافة البالية، تُعد مراسم الزواج أكثر من مجرد احتفال، بل هي انعكاس لتقاليد ومعتقدات متجذرة في المجتمع. من بين هذه التقاليد، يبرز إجراء يُعرف باسم "بتر الميول الحيوانية"، وهو جزء من الطقوس التي تسبق الزواج. هذا الإجراء، الذي يتضمن برد الأسنان الأمامية للعروس بقوة دون تخدير، يهدف إلى إزالة أي نتوءات أو زوائد قد تكون موجودة على الأسنان، ويُعتقد أنه يعزز من الصفات الإنسانية للعروس ويقلل من الصفات الحيوانية.
تتم عملية بتر الميول الحيوانية بمساعدة أداة معينة ويُشرف عليها كاهن محلي. بعد إتمام هذه العملية، يقوم الكاهن بوضع خاتم مقدس على لسان العروس وأسنانها كرمز للبركة والتأكيد على الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج. يُعتبر هذا الطقس من الخطوات الأساسية التي يجب تنفيذها لضمان نجاح الزواج واستمراريته.
تُعتبر هذه الطقوس جزءاً أساسياً من الممارسات الثقافية والدينية في بالي، ويحظى بتنفيذها احترام وتقدير كبيرين. ويُنظر إليها على أنها ضرورية لضمان حياة سعيدة للعروس بعد الزواج، حيث تُعتقد المجتمعات المحلية أن عدم الالتزام بهذه الطقوس قد يترتب عليه فقدان الفرد لمكانه في الحياة الأبدية أو النعيم الأبدي.