فقد العالم العربي واحدًا من أهم رواد تصفيف الشعر بوفاة المبدع اللبناني سيمون مندلق، الذي وافته المنية بعد رحلة مهنية دامت 50 عامًا، شهدت خلالها مشواره مليئًا بالنجاحات والتألق. سيمون مندلق لم يكن مجرد مصفف شعر عادي، بل كان فنانًا حقيقيًا يبدع في كل تسريحة يضعها، حيث تعاون مع نخبة من أشهر النجمات والشخصيات الملكية في العالم العربي.
بدأت مسيرة سيمون مندلق المهنية بشكل غير متوقع تمامًا. في سن السادسة عشرة، حينما كان معجبًا بفتاة أراد التحدث إليها، قرر السير خلفها ليجد نفسه في صالون لتصفيف الشعر. لم يكن لديه أي خلفية عن هذه المهنة، لكنه، بدافع الفضول والشجاعة، طلب من مصفف الشعر الموجود في الصالون فرصة للعمل والتعلم. هذه الصدفة كانت نقطة البداية التي مهدت لطريق مليء بالنجاحات.
بفضل العمل الجاد والإصرار على التفوق، تمكن سيمون من تطوير مهاراته بسرعة وأصبح اسمه يتردد على ألسنة الجميع. لم يكن مجرد مصفف شعر بل كان مستشارًا للجمال وأيقونة في عالم الموضة. من بين أشهر زبائنه كانت نادين نجيم، ريا أبي راشد، ريم السعيدي، ورزان جمال، حيث أبدع في تصميم تسريحاتهن في مناسبات مختلفة. ومن بين أبرز إنجازاته الأخيرة كان اهتمامه بتسريحة شعر الأميرة رجوة في ليلة حنتها، وتسريحة شعر الممثلة سارة أبي كنعان في يوم زفافها، وهو ما أكسبه احترامًا وتقديرًا واسعًا.
سيمون مندلق لم يكن فقط مبدعًا في عمله، بل كان أيضًا أبًا محبًا لثلاثة أبناء: جورج، طارق، وميا. وعلى خطى والدهم، قرر جورج وميا السير في نفس المجال، حيث يعملان اليوم في تصفيف الشعر، مستفيدين من المهارات والشغف الذي ورثاه عن والدهم.
لم يكن مشوار سيمون سهلًا، لكنه بفضل إبداعه وتفانيه في عمله، تمكن من أن يحفر اسمه بأحرف من ذهب في عالم تصفيف الشعر. إرثه اليوم يتمثل في آلاف التسريحات التي أبدعها لزبائنه، وفي الأثر الكبير الذي تركه على المجال بشكل عام.
رغم رحيله، سيظل سيمون مندلق حاضرًا في قلوب محبيه وفي صالونات تصفيف الشعر التي أسسها وأدارها بشغف وحب. وسيواصل أبناؤه حمل شعلة الإبداع التي بدأها والدهم، ليبقى اسمه مرادفًا للجمال والأناقة في عالم تصفيف الشعر.