في مقابلة نادرة مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، كشفت أم حذيفة، الزوجة الأولى لزعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، عن تفاصيل حياتهما المشتركة، مسلطة الضوء على الجوانب الشخصية للبغدادي وكيفية تحوله إلى زعيم للتنظيم الإرهابي.
البداية: زواج غير تقليدي
ذكرت أم حذيفة أنها كانت تعيش في محافظة الرقة بسوريا عندما تزوجت البغدادي، وقالت: "عندما تزوجته لم يكن متطرفًا. كان محافظًا ومنفتحًا في الوقت نفسه". وأشارت إلى أن البغدادي تعرض للاحتجاز في معسكر بوكا عام 2004، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق، مما أثر عليه بشكل كبير. وأضافت: "تغير زوجي بعد عودته من المعتقل، وأصبح يعاني من مشاكل نفسية".
التغير الجذري: العنف الجنسي والتطرف
رجحت أم حذيفة أن يكون زوجها تعرض للتعذيب الجنسي أثناء احتجازه، مما أثر عليه بشكل كبير. بعد عودته، بدأت تشك في انتمائه إلى جماعة متشددة، خاصةً بعد انتقالهم المتكرر واستخدامهم لهويات مزورة. وقالت: "انتقلنا إلى ريف إدلب في سوريا في يناير 2012، وهناك أصبح من الواضح تمامًا بالنسبة لي أنه كان الأمير".
صدمة كبيرة: إعلان الخلافة والعنف غير الإنساني
أعربت أم حذيفة عن صدمتها الكبيرة عندما شاهدت زوجها يخطب في جامع النوري الكبير في مدينة الموصل العراقية، حيث أعلن نفسه رئيسًا للخلافة الإسلامية. وقالت: "كانت المفاجأة الكبيرة عندما شاهدت زوجي يخطب في جامع النوري". وأضافت أن الفظائع التي ارتكبها داعش كانت "صدمة كبيرة" و"غير إنسانية"، مشيرة إلى أنها "شعرت بالخجل" من العنف ضد الإيزيديين.
الحياة في ظل التنظيم: محاولة الطلاق والفشل
كشفت أم حذيفة أنها طلبت الطلاق من البغدادي بعد اكتشافها لتطرفه، لكنها تراجعت عن قرارها لأنها لم توافق على شرطه بالتخلي عن أطفالهما. وأوضحت أنها حاولت الهروب من زوجها الذي تزوجته عام 1999، لكنها كانت تحت ضغط شديد ولم تتمكن من ذلك.
التحقيق والتهم الموجهة: نفي التورط
تخضع أم حذيفة حاليًا للتحقيق لدورها المشتبه به في تنظيم داعش والجرائم التي ارتكبها التنظيم. وهي محتجزة في أحد سجون بغداد. أنكرت تورطها في الاستعباد الجنسي للنساء والفتيات، وادعت أنها كانت هي نفسها ضحية وحاولت الهروب من زوجها.