يعتبر النوم واحدًا من العمليات الحيوية الهامة التي يقوم بها الإنسان، وخلاله يتم استعادة الطاقة وتجديد الجسم والعقل، ولكن جزءًا لا يُغفَل في تجربة النوم هو الأحلام والكوابيس التي قد تصاحبها. تُعتبر هذه الظاهرة من أكثر السمات تعقيدًا في فهمها حتى الآن، وقد حاول الأطباء النفسيون وعلماء النفس شرح ما نراه في الأحلام والكوابيس.
وفي دراسة جديدة، قدم البروفيسور مارك بلاغروف، مدير مختبر النوم بجامعة سوانسي، فكرة مثيرة حول سبب تعقيد الأحلام. وقال إن الأحلام تصمم لنا لنتشاركها مع الآخرين، ويعتقد أن هذا التعقيد في الأحلام يساعد في بناء الروابط الاجتماعية، حيث يُمكننا التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا بشكل مجازي. وعلى الرغم من أن العديد من الأحلام قد تكون مليئة بالمشاهد الخيالية، إلا أن معظم الناس يمكنهم عادة الارتباط بالمشاعر التي يمرون بها خلال الأحلام.
ويُعتقد أن الأحلام تساعد أيضًا على تعزيز ذكرياتنا وجعلها أكثر ديمومة، مما قد يؤدي إلى الأحلام الواضحة التي يمكننا تذكرها بوضوح. ومع ذلك، لا يتفق العلماء بشأن الغرض الحقيقي للأحلام، حيث يُعتبرها البعض ظاهرة ثانوية لا تحمل معنى خاص، بينما يرون آخرون أنها طريقة للدماغ لمعالجة الذكريات والعواطف والتهديدات.
وفي الختام، تظل الأحلام والكوابيس جزءًا لا يتجزأ من تجربة النوم، ومن المهم فهمها ودراستها لفهم أعمق لعمليات العقل والوعي والتعبير عن الذات.