: تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس خلال الساعات الأخيرة صورًا ومقاطع فيديو لشواطئ الضاحية الجنوبية للعاصمة، تظهر تغيّر لون البحر من الأبيض إلى الأخضر. هذه الظاهرة الغير مسبوقة أثارت جدلاً واسعًا وأثبتت المخاوف المتزايدة من تعرض المنطقة للتلوث. وقال السكان إن تغيير اللون تزامن مع انبعاث روائح كريهة من المياه ونفوق سلحفاة تم العثور عليها على اليابسة بعدما ألقاها البحر.
تفاعلت وزارة الفلاحة والصيد البحري مع هذه الظاهرة، حيث أوضحت في بيان أن التحاليل المجهرية أظهرت أن لون مياه البحر الأخضر يرجع إلى التكاثر الهائل للطحالب الدقيقة المعروفة بإزهار العوالق النباتية، والتي لا تحمل أي سمية. وأضافت الوزارة أن هذه الظاهرة هي طبيعية وتحدث بشكل عام نتيجة إثراء البيئة البحرية بالمغذيات، والتي تم نقلها بواسطة الأمطار والجريان السطحي ومياه واد مليان.
على الرغم من ذلك، يعتقد السكان أن هذه الظاهرة قد تكون مرتبطة أيضًا بمشكلة التلوث التي تعاني منها شواطئ المنطقة. فقد تحولت تلك الشواطئ إلى مصب لمياه الصرف الصحي والنفايات منذ سنوات، وأصبحت غير صالحة للسباحة. تناشد الجمعيات البيئية السلطات بإيجاد حلول لهذه المشكلة ومعالجة تلوث الشريط الساحلي للضاحية الجنوبية للعاصمة، حيث يتم إلقاء فضلات المصانع وديوان التطهير في البحر وتهديد البيئة البحرية بشكل عام.
بهذا الإعلان، تتجدد المخاوف من وقوع كارثة بيئية في تلك المنطقة، مما يعزز ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الشواطئ والبيئة البحرية والحد من التلوث المستمر. وعلى السلطات المختصة أن تعمل على وضع استراتيجيات وسياسات بيئية فعالة لحماية تلك المنطقة الساحلية الحيوية والحفاظ على جمالها الطبيعي وصحة النظام البيئي فيها.
هذا ويظل الجمهور والجمعيات البيئية ينتظرون تنفيذ الإجراءات العاجلة والحلول المستدامة للتخفيف من تلوث البحر وحماية الشواطئ والحياة البحرية في تونس، وذلك من أجل المحافظة على البيئة البحرية النظيفة والسليمة للأجيال القادمة.