أعلن فريق دولي من علماء الفلك عن اكتشافهم المئات من الأشكال الغامضة وسط مجرة التبانة، في خطوة مهمة نحو فهم أكبر للألغاز التي تحيط بالكون. ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "ليترز" المختصة في فيزياء الفلك، تكونت الأجسام المكتشفة من خيوط مضيئة تتكون من الغاز المشع. وأوضحت الدراسة أن هذه الخيوط ذات البعد الواحد تتخذ شكلاً أفقيًا أو إشعاعيًا وتبدو خفيفة ومتمددة.
يعتقد العلماء أن هذه الأشكال الغامضة قد نشأت قبل ملايين السنين من الثقب الأسود الهائل المعروف باسم "القوس أ" في مجرة التبانة، وتفاعلت مع محيطها. وتقدر الخيوط الواحدة بأنها قصيرة نسبيًا، حيث يتراوح طولها بين 5 و10 سنوات ضوئية.
تمكن فريق البحث، بقيادة العالم فرهاد يوسف زاده، من رصد حوالي ألف من تلك الخيوط ذات البعد الواحد قرب وسط مجرة التبانة، والتي تم اكتشافها في وقت سابق وكانت تظهر بشكل عمودي. وتُعد هذه الاكتشافات مهمة جديدة توفر صورة أدق عن اتجاه الثقب الأسود في المجرة، وذلك حسب الباحث زاده، الذي يعمل أستاذًا في فيزياء الفلك بجامعة نورث ويسترن الأميركية.
وأعرب زاده عن إعجابه الكبير بهذا الاكتشاف، مشيرًا إلى أن العلماء قاموا بجهود كبيرة للتأكد من صحة الاكتشاف وعدم وجود أي خدعة. وأضاف قائلاً: "اكتشفنا أن هذه الأشكال ليست مجرد عشوائية، بل هي مرتبطة بتدفق المادة من ثقبنا الأسود".
يأمل العلماء أن يساهم اكتشاف هذه الخيوط المذهلة في فهم أعمق للظواهر الكونية وتفاعلات الثقوب السوداء وتأثيراتها على المجرات المحيطة. ويعتبر هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو حل أحد الألغاز المستمرة التي تحير العلماء حول الكون وطبيعته المعقدة.