ملتقى الأصيل لحوار الأديان بالمغرب.. التكافل في الأديان تجسيد للمشترك الإنساني

عبد العزيز اغراز - المغرب
 
تواصلت يوم السبت 02 يوليوز الجاري بمدينة أبي الجعد بالمغرب، فعاليات ملتقى الأصيل الدولي لحوار الأديان، الذي تنظمه جمعية الأصيل للتربية والثقافة والتنمية بتنسيق مع جامعة جورج تاون بواشنطن، حول موضوع "تجليات التكافل في الاديان، ويشارك فيه باحثون وعلماء من الديانات السماوية الثلاث، وتناولت الجلسة العلمية الاولى التي ترأسها  الدكتور ابراهيم إمونن، رئيس شعبة حوار الأديان بكلية أصول الدين بتطوان، موضوع  "التكافل في الاديان تجسيد للمشترك الإنساني".



وأبرز الدكتور عمر القشيري، من جامعة القاضي عياض بمراكش، صور من كفالة علماء أهل الذمة في الحضارة الإسلامية، مقدما نماذج في تاريخ الحضارة الإسلامية كاستفادة العالم اليهودي موسى بن ميمون، الذي درس في جامع القرويين بفاس على نفقة الاوقاف الاسلامية، مضيفا انه ظهرت الحاجة لغير المسلمين  خصوصا في ميدان الترجمة، كما اشار الى أن الأديرة كانت مراكز لترجمة كتب الفلسفة والفلك والطب، وبين أن الدولة الاسلامية كانت تغدق الاموال على العلماء ليتكفلوا بتلامذتهم الذين كانوا في الغالب غير مسلمين.

وتناول الأستاذ ريكاردو باريدي من إيطاليا وهو طالب دكتوراه بالجامعة الامريكية بلبنان، موضوع  "التكافل الإنساني على ضوء الرسالة البابوية العامة"، مؤكدا أن البابا فرانسيس  يؤمن بالأخوة الإنسانية، وأشار الى زيارته للمغرب ولقائه بالملك محمد السادس وكذا زيارته الى الامارات العربية المتحدة، وأبرز اهمية وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل العيش المشترك التي وقعها البابا مع شيخ الازهر، وأورد مقتطفا من كلام الملك محمد السادس "الديانات السماوية الثلاث لا توصي بالتسامح فقط، بل وجدت للانفتاح على بعضها البعض وللتعارف فيما بينها ".

وقدم الدكتور محمد التهامي الحراق، الباحث في الإسلاميات والتصوف، مداخلة تحت عنوان "التكافل من منظور إنسي روحاني إقتراب أولي"، أكد من خلالها أن الآية القرآنية "يأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، قد أسست لمعاني التعارف، موضحا أن من معاني التعارف أن تسعى إلى معرفة الآخر وتعترف به في آخريته واختلافه، ونبه إلى حاجة الأديان إلى إعادة المصداقية لكلمتها، مشيرا الى وجود تيارات تريد فصل العالم عن السماء، وفصل الانسان عن بعده الروحي، وشدد على أهمية النظر إلى الإنسان باعتباره "نفخة الهية"،  لأن ذلك النظر ينتج عنه تكريم الإنسان سواء كان متدينا ام غير متدين.
 
وتناول الدكتور عبد الرحيم السني، الباحث في الرابطة المحمدية للعلماء، في كلمته "الأبعاد الحضارية للتكافل في الإسلام"، مشيرا إلى البعد التشاركي في الاديان، وأفاد أن الإسلام قد أسس الكثير من المعالم الت تجعل المسلم مقبلا على سائر الأطياف الإنسانية على اختلاف دينها، وتأسف لكون سلوكيات بعض المسلمين لا تعكس توجهات الإسلام في العيش المشترك، وأوضح أن القرآن الكريم يذكر بالأصل الإنساني المشترك، مستدلا بقوله تعالى "خلقكم من نفس واحدة"، وأكد ان الإسلام راعى حقوق الأقليات، وأورد قصة عمر بن الخطاب مع اليهودي الذي وجده يتسول، فأمر له بنفقة من بيت مال المسلمين من أجل حفظ كرامته.

وكانت كلمة الدكتور رضوان غنيمي من جامعة ابن زهر، حول "وقفات مع فلسفة التكافل في الإسلام"، بين من خلالها  أهمية حضور قيمة التكافل من أجل الحصول على مجتمع إنساني متوازن، مضيفا أن الشريعة الإسلامية تقدم التكافل على وجه الوجوب وليس الاستحباب أو الندب، وبين أن الإسلام قد أوصى به في تعليم العلم، موضحا أن الوصية شرعت لتحقيق هذا المقصد أيضا، وأشار الى مظاهر التكافل في توزيع الزكاة في عهد عمر بن عبد العزيز.
 


****
****

حمل الآن تطبيق الجالية العربية في أمريكا
واستمتع بالعديد من الخدمات المجانية ... منها :
* الانتساب إلى نادي الزواج العربي الأمريكي
* الحصول على استشارة قانونية مجانية حول الهجرة واللجوء إلى أمريكا .
* الاطلاع على فرص العمل في أمريكا
* تقديم طلب مساعدة مادية أو خدمية

لتحميل التطبيق من متجر Google Play لجميع أجهزة الأندرويد

لتحميل التطبيق من متجر App Store لجميع أجهزة أبل



إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

كيف تقيم استجابة الحكومة الأمريكية في التعامل مع أزمات صحية مثل جائحة كوفيد-19؟