اهتزّت ولاية الوادي جنوب شرق العاصمة الجزائر على وقع جريمة قتل نادرة وغريبة، حيث تسببت طفلة لا يتجاوز عمرها عشر سنوات في مقتل زميلتها بنفس العمر. الحادثة وقعت داخل أسوار المدرسة، بعدما نشب خلاف بسيط بين الطفلتين انتهى بأن قامت إحدى الطفلتين برمي حجر على رأس الأخرى، ما تسبب في وفاتها على الفور.
صدمة وتفاعل مجتمعي واسع
مع انتشار الخبر، تفاعل الجزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي بإبداء استنكارهم للجريمة ودقّ ناقوس الخطر حول العنف المتزايد بين الأطفال. وتباينت ردود الأفعال بين مُدينين للفعل ذاته، ومنتقدين لغياب الرقابة داخل المدرسة وخارجها، خاصة في ظل تكرار حوادث العنف بين التلاميذ.
وقال أحد المستخدمين تعليقاً على الحادثة: "لم يعد العنف حكراً على الكبار، الأطفال أيضاً أصبحوا يلجؤون للعنف لحل مشاكلهم، وهذا أمر مخيف." بينما تساءل آخر: "أين كان الطاقم التربوي؟ وما دور الأسرة في توعية الأطفال بخطورة العنف؟".
التساؤلات تتزايد حول الرقابة المدرسية ودور الأسرة
أثارت الجريمة تساؤلات كثيرة حول دور المدرسة في توفير بيئة آمنة للطلاب، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة. وتساءل البعض حول غياب الرقابة، حيث من المفترض أن يكون الأطفال تحت إشراف كامل خلال تواجدهم في المدرسة. وأشار بعض المتابعين إلى أن الطاقم التربوي يتحمل جزءًا من المسؤولية في مراقبة الطلاب وتوجيههم.
كما أشار آخرون إلى "استقالة" دور الأهل في توجيه أبنائهم وتوعيتهم بخطورة العنف كوسيلة لحل النزاعات، مؤكدين على ضرورة ترسيخ قيم التسامح والاحترام لدى الأطفال منذ الصغر.
الآثار النفسية المحتملة على الجانية.. إلى أين ستصل؟
أعرب البعض عن تعاطفهم مع الطفلة الجانية، متسائلين عن الآثار النفسية التي قد تتعرض لها مستقبلاً. إذ من المحتمل أن تعيش الجانية حياة مضطربة بسبب شعورها بالذنب الدائم، خاصة أن إدراكها لصغر سنها قد لا يساعدها في استيعاب ما قامت به بالكامل. وأكدوا أن دور الأهل والمؤسسات النفسية سيكون مهماً لدعم الطفلة نفسياً وتقديم العون اللازم لها.