نجحت مصالح الدرك الملكي في قلعة السراغنة في فك لغز جريمة تم التلاعب بها على أنها عملية انتحار. في البداية، عُثر على الطفل مشنوقًا بحبل داخل منزل الأسرة، لكن التحقيقات كشفت أن الوفاة لم تكن نتيجة انتحار بل بسبب التعذيب والضرب المبرح الذي تعرض له الطفل من قبل والده.
التحقيقات أظهرت أن الأب حاول التستر على جريمته بادعاء أن ابنه انتحر، وقام بإبلاغ الجيران والسلطات بهذا الادعاء على أمل أن ينجو بفعلته. لكن الآثار البادية للعنف على جسد الطفل أثارت شكوك المحققين، مما دفعهم لمتابعة التحقيق بجدية.
الاعتراف بالجريمة:
اعترف الأب في النهاية بقتله لابنه، موضحًا أن الجريمة وقعت أثناء محاولة عقابه عن طريق ضربه بحزام البنطلون في لحظة غضب، حيث فقد السيطرة على نفسه ولم يدرك خطورة تصرفه. وكشف الأب أن الدافع وراء الاعتداء كان منع الطفل من زيارة والدته المطلقة، بعدما طالب الابن بمقابلتها لقضاء وقت معها.
بعد تأكده من وفاة الطفل، قام الأب بمساعدة زوجته الثانية بمحاولة طمس معالم الجريمة، حيث قاما بتغيير ملابس الطفل وتعليق جثته بحبل في إحدى غرف المنزل لادعاء انتحاره.
قررت السلطات القضائية الاحتفاظ بالأب وزوجته تحت تدابير الحراسة النظرية رهن التحقيق الذي تشرف عليه النيابة العامة. وتهدف التحقيقات إلى تعميق البحث مع المتهمين قبل إحالتهما إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
أثارت هذه الجريمة البشعة حالة من الصدمة والاستنكار في المجتمع المغربي، حيث تم تداول الخبر بشكل واسع عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وطالب العديد من النشطاء بضرورة تقديم الجناة للعدالة وإنزال أشد العقوبات عليهم لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم.