في حادثة مرعبة هزت رحلة الخطوط السنغافورية "إس كيو321"، تعرضت الطائرة لمطبات جوية شديدة ومفاجئة أثناء تحليقها فوق بورما، مما أسفر عن وفاة راكب بريطاني مسن وإصابة أكثر من مئة شخص بجروح، منهم 20 شخصًا ما زالوا يتلقون العلاج في أقسام العناية المشددة في مستشفيات بانكوك.
وقع الحادث يوم الثلاثاء الماضي بعد مرور عشر ساعات على إقلاع الطائرة من لندن متوجهة إلى سنغافورة. وصف الركاب تلك اللحظات بأنها "رعب مطلق" حيث ارتعشت الطائرة بعنف وصعدت وهبطت بشكل مفاجئ، مما أدى إلى تطاير الأمتعة والأشياء داخل الطائرة، ورؤية الدماء في كل مكان.
جوش سيلفرستون، أحد الركاب الناجين البالغ من العمر 24 عامًا، وصف تجربته المرعبة قائلاً: "نزلت في المطار ولم أستطع التوقف عن التقيؤ. لم أتمكن من المشي، كان الأمر سيئًا للغاية". وأضاف سيلفرستون الذي خرج من المستشفى مصابًا بجرح في عينه وأسنانه المكسورة، أنه شعر بالخوف والرعب لدرجة دفعته لشراء خدمة الإنترنت على متن الطائرة لإرسال رسالة إلى والدته، قائلاً: "لم أكن أحاول إخافتها، لكنني كنت أود أن أقول لها 'أنا أحبك'".
ركاب آخرون وصفوا الموقف بأنه أشبه بالكابوس، حيث لم يتمكنوا من الثبات في مقاعدهم بسبب شدة الارتجاجات، مما أدى إلى ارتطامهم بالأشياء الصلبة في المقصورة. وأفاد بعضهم بأنهم رأوا حقائب وأمتعة تتطاير في الهواء بسبب الفوضى التي عمت الطائرة.
استجابت الطواقم الطبية فور هبوط الطائرة في بانكوك، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم. وأفادت التقارير بأن بعض الإصابات كانت خطيرة، ما استدعى دخولهم إلى أقسام العناية المشددة.
هذا الحادث أعاد إلى الأذهان أهمية اتباع تعليمات السلامة على متن الطائرات، خصوصًا فيما يتعلق بربط أحزمة الأمان طوال مدة الرحلة. وقد فتحت السلطات تحقيقًا لمعرفة أسباب المطبات الجوية الشديدة التي تعرضت لها الطائرة، ولضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
تعد هذه الحادثة تذكيرًا قاسيًا بالمخاطر التي يمكن أن تواجهها الطائرات أثناء رحلاتها، ورغم أن الطيران يُعتبر من أكثر وسائل النقل أمانًا، إلا أن الطبيعة غير المتوقعة للطقس يمكن أن تشكل تهديدًا حقيقيًا. يظل الأمل معقودًا على تحسين التكنولوجيا والإجراءات الأمنية لتقليل مثل هذه الحوادث وضمان سلامة الركاب.