تفاعل عدد كبير من المغردين في مصر على وسم "كارثة دمياط"، للمطالبة بمحاكمة عادلة وناجزة لبلطجي اعتدى على شاب ووالدته بسلاح أبيض في محافظة دمياط (شمال القاهرة)، لدرجة وصلت إلى بتر يد الضحية.
وكشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية المصرية عن ملابسات ما تداوله عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشأن قيام بلطجي بالاعتداء على جاره ووالدته أمام أعين الناس، والتسبب في إصابتهما بعاهات وقطع في الأيدي.
وقالت الوزارة -في بيان نشرته عدة صحف مصرية- إنه بالفحص تبين أنه بتاريخ 21 سبتمبر/أيلول المنصرم، تلقى مركز شرطة كفر البطيخ، بمديرية أمن دمياط، بلاغا بحدوث مشاجرة -بدائرة المركز- بسبب خلافات الجيرة بين كل من طرف أول: أحد الأشخاص، ووالدته، وهما مصابان بعدة جروح قطعية، وطرف ثان: أحد الأشخاص، وجميعهم مقيمون بدائرة المركز.
وبسؤال الطرف الأول، اتهم الطرف الثاني بالتعدي عليه وعلى والدته بسلاح أبيض "سكين"، كان بحوزته وإحداث إصابتهما.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط الطرف الثاني وبحوزته السلاح المستخدم في الواقعة، وبمواجهته أقر بارتكابه الواقعة على النحو المشار إليه، كما تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى منشور متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يستغيث فيه أحد الأشخاص من بطش بلطجي في المنطقة التي يقطنها بمحافظة دمياط، بعد الاعتداء على شقيقه ووالدته بسلاح أبيض.
تقرير المستشفى
وكشف مستشفى دمياط التخصصي -عبر صفحته على موقع فيسبوك- عن تفاصيل الإصابة، فقال في منشور له إن "المريض محمد شبانة، من كفر البطيخ، أُحضر إلى المستشفى التخصصي إثر اعتداء من شخص بلطجي، وتبين وجود بتر غير مكتمل لليد اليسرى على مستوى الرسغ، كما تبين وجود كسر كامل في مفصل الرسغ، وقطع كامل بكل الشرايين والأعصاب والأوتار الضامة لليد اليسرى".
وأضاف "تبين وجود قطع باليد اليمنى على مستوى الكف، ووجد قطع بالحزمة الزندية شريان وعصب، وقطع بالعصب الأوسط وبكل الأوتار الضامة والباسطة لأصابع السبابة والوسطى والبنصر والخنصر، وكسر بالعظام المشطية لليد للأصابع الوسطى والبنصر والخنصر".
وتابع منشور المستشفى "تم إدخال المريض الطوارئ، وتم التعامل معه بنجاح، ليتم تجهيزه لدخول غرفة العمليات، حيث أعيد توصيل اليد اليمنى وتثبيت العظام وتوصيل الشريان والأعصاب والأوتار الضامة والباسطة، وتم تثبيت مفصل الرسغ لليد اليسرى، وتم عمل ترقيع للشريان الكعبري كمرحلة أولى لاستعادة الدورة الدموية لليد اليسرى، كما تم إيداع المريض العناية المركزة لاستكمال العلاج، ثم بعد ذلك دخوله العمليات مرة أخرى".
الجريمة والفن
وأثارت الجريمة والصور المتداولة بشأنها غضبا شديدا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا بمحاكمة الجاني، وإنزال أشد العقاب به، لردع من يمارسون البلطجة.
وطالب بعض المغردين بمنع الأفلام والمسلسلات والأعمال الفنية كافة، التي تحرض على أعمال البلطجة، وعدم عرضها على الشاشة، معتبرين أنها سبب رئيسي في انتشار مثل هذه الجرائم.
ومع كل حادثة بشعة في المجتمع المصري يظهر تأثرها بأعمال البلطجة، يستحضر البعض نجوم الأفلام والدراما، ويتجدد الجدل حول علاقة انتشار هذه الأنواع الغريبة والقاسية من الجرائم بانتشار سلوك العنف والبلطجة في الأعمال الفنية، سواء المسلسلات التلفزيونية أو الأفلام السينمائية.
ويرى هؤلاء أن المُشاهد اعتاد على هذه المَشاهد الصادمة والدموية في كثير من المسلسلات والأفلام السينمائية الممزوجة بأعمال البلطجة والعنف والجنس والمخدرات والقتل، التي يقوم ببطولتها فنانون شباب، ثم انتقلت إلى الواقع شيئا فشيئا في مشاهد متكررة.
لكن فريقا آخر يرفض هذا الطرح جملة وتفصيلا، ويرى أن الفن يتسع لجميع الأعمال التي يستوحيها من واقع المجتمع، ولا يمكن أن يكون مسؤولا عن انتشار أي ظاهرة سلبية، لأن العنف -على سبيل المثال- جزء أصيل من حياة المجتمعات البشرية وليس بدعة، على حد قولهم.