في خطوة اعتبرها مراقبون تهديداً مباشراً للأمن الصناعي والعسكري الغربي، فرضت الصين قيوداً صارمة على تصدير مغناطيسات مقاومة للحرارة مصنوعة من معادن الأرض النادرة، وعلى رأسها "الساماريوم"، ما كشف عن نقطة ضعف خطيرة في سلسلة الإمداد العسكرية الأميركية.
معدن نادر ومفتاح للتفوق العسكري
الساماريوم، المعدن النادر والمستخدم تقريباً حصرياً في التطبيقات العسكرية، يتمتع بقدرة فريدة على تحمل درجات حرارة عالية دون فقدان خواصه المغناطيسية، ما يجعله عنصراً أساسياً في تصنيع أنظمة التوجيه الدقيقة، ومحركات المقاتلات، ورؤوس الصواريخ. وتسيطر الصين على الإنتاج العالمي الكامل لهذا المعدن.
القيود الجديدة وتداعياتها
بموجب القرار الصيني الصادر في أبريل الماضي، توقفت بكين عن تصدير 7 معادن نادرة، إضافة إلى المغناطيسات المصنوعة منها، واشترطت الحصول على تراخيص خاصة مرتبطة بهوية "المستخدم النهائي"، ما يعقّد بشكل خاص الإمدادات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها.
ورغم منح تراخيص محدودة لصادرات مغناطيسات تحوي الديسبروسيوم والتيربيوم لشركات السيارات، لم تُمنح أي تراخيص لتصدير الساماريوم، مما زاد من المخاوف الغربية بشأن استدامة الإنتاج العسكري.
فشل البحث عن بدائل
وعلى مدار أكثر من عقد، فشلت الولايات المتحدة في إيجاد بديل تجاري عملي للساماريوم، رغم أن معادن الأرض النادرة موجودة خارج الصين، إلا أن استخراجها وفصلها مكلف ومعقد جداً بيئياً وكيميائياً.
أزمة جيوسياسية جديدة
تزامن فرض هذه القيود مع محادثات تجارية حساسة بين واشنطن وبكين، وسط اتهامات متبادلة باستخدام المعادن الاستراتيجية كسلاح اقتصادي، وقلق أميركي متزايد من استهداف سلاسل التوريد العسكرية الحساسة.