أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، أن الرئيس السوري أحمد الشرع تسلّم بلداً "مهدّماً تماماً من حيث الأمن والاستقرار المجتمعي"، في إشارة إلى التحديات الجسيمة التي تواجهها الحكومة الانتقالية في إعادة بناء الدولة بعد سنوات من الحرب والعقوبات.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم، شدد بيدرسن على أن إعادة بناء سوريا أمر صعب في ظل الأوضاع الراهنة، لا سيما في ظل العقوبات الدولية المفروضة على دمشق، والتي اعتبرها عقبة رئيسية أمام التعافي الاقتصادي والإعمار، مطالباً المجتمع الدولي بإعادة النظر فيها.
وفي تصعيد لافت في لهجته، وجّه المبعوث الأممي تحذيراً شديد اللهجة إلى إسرائيل، قائلاً: "تلعب بالنار عندما تستخدم أجواء سوريا وتعتدي على أراضيها"، في إشارة إلى التصعيد العسكري الإسرائيلي المتكرر داخل الأراضي السورية خلال الأشهر الماضية.
وكان بيدرسن قد دان في وقت سابق هذا الأسبوع الغارات الإسرائيلية المتكررة، مؤكداً أن "الضحايا المدنيين في هذه الهجمات يعكسون خطورة التصعيد"، ومضيفاً أن "استمرار هذا النهج من شأنه أن يزعزع الاستقرار في البلاد ويقوّض الجهود الدولية لبناء سلام دائم في سوريا والمنطقة".
ودعا بيدرسن سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى الوقف الفوري للهجمات العسكرية، مشدداً على أن هذه الأعمال قد "ترقى إلى انتهاكات خطيرة للقانون الدولي"، وأنه لا بد من احترام السيادة السورية والامتناع عن التدخلات التي تزيد الوضع تعقيداً.
تأتي تصريحات المبعوث الأممي في وقت تشهد فيه الساحة السورية تطورات داخلية وخارجية متسارعة، وسط محاولات لإعادة دمج سوريا في الإطارين الإقليمي والدولي بعد سنوات من العزلة والحرب.