وأعطته مبررات ليقوم بعملية عسكرية واسعة لسحقهم ، بعد تصريح مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن و الاتصالات جون كيربي الذي وضح من خلاله تَفهُّم " واشنطن بايدن" للمخاوف الأمنية المشروعة لتركيا من الأكراد المصنفين على اللائحة السوداء ، ومن هنا ، يحق لتركيا شرعاً الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الكردية على المواطنين الأتراك و المدن التركية.
لكن "واشنطن بايدن " اليوم، ليست كواشنطن ترامب غداً كما يبدو ، وملف الأكراد والملف السوري عموماً و استغلال تركيا للوقت المستقطع ريثما يعتلي ترامب كرسي البيت الأبيض كل ذلك متروك ليبت القرار به بعد تنصيبه رسمياً، والدليل ما أشار به -بدقة- مرشّح دونالد ترامب، لوزارة الخارجية الأميركية، ماركو روبيو ، بأن الولايات المتحدة "لن تتخلى عن قوات سوريا الديمقراطية" في سوريا، وكذلك أعطى مبررات لبلاده بالإبقاء على حالة دعم الأكراد بما أنهم حارسو سجون مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، ولهم الفضل الأكبر في تفكيك هذا التنظيم الإرهابي.
سيناريوهات متعددة تفرضها حسابات المصالح الإقليمية والدولية، وفي الوقت الذي تسعى فيه الدولتان للحفاظ على توازن علاقاتهما رغم الخلافات العميقة حول مصير القوات الكردية ومستقبل النفوذ في سوريا، تبحث قوات سوريا الديمقراطية عن القشة التي تنقذهم من الغرق الحتمي في حرب قد يشنها عليهم أردوغان مستعيناً بذراعه (هيئة تحرير الشام) , إذا ما فشلت أمريكا في بسط ذراعها الكردي في وجه تمدد أردوغان على الساحة السورية ، فهل ستعجز أمريكا في عهدها الجديد على حماية ذراعها في سوريا؟