أكد أمين عام "حزب الله" اللبناني، نعيم قاسم، في أول خطاب له بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل، أن الحزب يعيش حالة من "الانتصار والتوفيق الإلهي"، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي، الذي استمر لأكثر من عام، لم يحقق أهدافه بل أظهر قوة المقاومة وصمودها.
صمود أسطوري أرعب إسرائيل
في كلمته، وجه قاسم التحية لعناصر الحزب الذين صمدوا في وجه الهجمات الإسرائيلية، قائلًا:
"صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان وعملوا جهدهم لمواجهة العدو".
وأوضح أن "إسرائيل شنت عدوانًا واسعًا وخطيرًا جدًا، آلمنا وجعلنا نعيش حالة من الإرباك لعشرة أيام، ولكن المقاومة استعادت قوتها ومبادرتها سريعًا".
المقاومة تفرض معادلة جديدة
صرح قاسم بأن الجيش الإسرائيلي كان يتوقع تحقيق أهدافه خلال وقت قصير بضرب منظومة القيادة لدى الحزب، إلا أن المقاومة أظهرت جاهزيتها الكاملة للتصدي للعدوان.
وأضاف:
"خلال الحرب، بدل الـ70 ألفًا من النازحين، بات هناك مئات الآلاف من النازحين في إسرائيل. هذا يعكس حالة اليأس والإرباك التي دخلت فيها قيادة تل أبيب".
اتفاق وقف إطلاق النار: برنامج تنفيذي تحت السيادة اللبنانية
أكد أمين عام حزب الله أن الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ ليس معاهدة دولية بل برنامج إجراءات لتنفيذ القرار 1701، الذي يركز على خروج القوات الإسرائيلية من جنوب نهر الليطاني.
كما شدد قاسم على أهمية التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني، قائلًا:
"لا يراهن أحد على الخلاف بيننا وبين الجيش. الاتفاق تم تحت خط السيادة اللبنانية، ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع".
التعاون الداخلي أفشل رهانات الفتنة
أشار نعيم قاسم إلى أن تل أبيب راهنت على إثارة الفتنة الداخلية بين الطوائف والقوى السياسية اللبنانية، إلا أن التعاون بين مختلف الأطراف أفشل هذه المحاولات.
وأوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد اهتمامًا بإعادة إعمار المناطق المتضررة وتقديم الإيواء الكريم للأهالي بالتعاون مع الدولة والمنظمات المحلية والدولية.
رسائل سياسية واقتصادية لما بعد الحرب
اختتم قاسم خطابه بالإشارة إلى أن حزب الله سيواصل دعم فلسطين بطرق مناسبة، مؤكدًا أن الحزب سيتعاون مع القوى السياسية لإعادة بناء لبنان على أسس وطنية.
كما أشار إلى أهمية اكتمال المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده المحدد.
استمرار التوتر رغم الهدنة
ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، شهدت المنطقة تصعيدًا جديدًا بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ غارة جوية ضد منشأة تابعة لحزب الله في جنوب لبنان. وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعودة الحرب إذا انتهك الحزب الهدنة.
في المقابل، اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بانتهاك متكرر للاتفاق، مؤكدًا التزامه بالسيادة الوطنية والتعاون مع المقاومة لضمان تنفيذ بنود الاتفاق.