أكد الخبير الاستراتيجي والعسكري المصري، اللواء المتقاعد سمير فرج، في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لمقايضة حركة "حماس" على جثمان زعيمها الراحل يحيى السنوار ضمن محاولة للتهدئة واستعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة. وذكر فرج أن هذه القضية تشكل مشكلة كبيرة تسبب قلقاً لنتنياهو، الذي يرغب في استعادة الأسرى لتهدئة الرأي العام الإسرائيلي.
وأوضح فرج أن نتنياهو يسعى للحصول على هدنة قصيرة مع "حماس" تهدف إلى تهدئة الأوضاع في الداخل الإسرائيلي، على أن يتم خلالها إعادة الأسرى. وأضاف أن مصر قد وضعت شرطًا للهدنة يتمثل في فتح معبر رفح للسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة، وضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من المعبر لضمان مرور آمن للمساعدات.
مصر تقود مبادرة لوقف الحرب
وأشار اللواء فرج إلى أن مصر تقدمت بمبادرة لوقف التصعيد وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى الفلسطينيين. وقد شهدت القاهرة زيارة لرئيس الموساد دافيد برنياع ووفد من الشاباك، حيث أبدى نتنياهو موافقته المبدئية على التفاوض بشأن الهدنة في غزة. ويأتي ذلك وسط رغبة إسرائيلية في التوصل إلى اتفاق قصير الأمد، خصوصًا بعد ما وصفه فرج بتخلص إسرائيل من قادة مؤثرين في الحركات المعارضة، مثل يحيى السنوار وإسماعيل هنية.
ضغط أمريكي من أجل هدنة طويلة الأمد
وفي سياق آخر، أشار اللواء فرج إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن طالب إسرائيل بالالتزام بهدنة تصل إلى 6 أسابيع، إلا أن نتنياهو أبدى رغبته في تقليص مدة الهدنة إلى 3 أسابيع فقط، مفضلاً التشاور مع الوفد الإسرائيلي حول هذا الطلب قبل الالتزام بأي مدة طويلة. ومن المتوقع عقد اجتماع في الدوحة يوم الأحد المقبل لمناقشة الرد الإسرائيلي على مقترح الهدنة المطروح.
وأكد اللواء فرج أن هذه المفاوضات تأتي في ظل توتر شديد وضغوط داخلية وخارجية على الحكومة الإسرائيلية، حيث يسعى نتنياهو لضمان هدنة تساهم في تهدئة الوضع الداخلي، لكنه في الوقت نفسه يرغب في إبقاء خياراته مفتوحة على الساحة السياسية والأمنية.