كشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل جديدة تتعلق بالمحادثات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، حيث عرضت الولايات المتحدة حزمة من البدائل لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، والتي تتضمن فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران بدلاً من استهداف منشآتها النووية.
تحذير أمريكي من التداعيات العسكرية
وفقًا للتقارير، حذر بايدن إسرائيل من القيام بهجوم عسكري على المواقع النووية الإيرانية، معتبرًا أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تداعيات كارثية على أسواق الطاقة العالمية. يأتي هذا التحذير في وقت حساس، حيث يراقب العالم بشدة التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، ويخشا المسؤولون الأمريكيون من تأثير الضربة العسكرية على الاقتصاد العالمي.
الضغط الأمريكي على إسرائيل
مصادر أخرى أفادت أن إدارة بايدن ضغت على الحكومة الإسرائيلية للحد من ردود فعلها العسكرية تجاه إيران، لا سيما بعد الضربة الأخيرة التي وجهتها إسرائيل إلى أهداف عسكرية إيرانية، مثل القواعد الجوية ومواقع الصواريخ. في الوقت نفسه، يرى الأمريكيون أن البدائل الدبلوماسية، مثل فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران، قد تكون أكثر فعالية في تحجيم طموحات إيران النووية.
وفي هذا السياق، تجد الولايات المتحدة نفسها في موقف صعب، حيث تخشى من تصعيد إضافي من الجانب الإسرائيلي رغم المقترحات الأمريكية. ويبدو أن بايدن يواجه صعوبة في ضمان ألا تؤدي الحوافز الاقتصادية إلى تصعيد أكبر من الطرفين، وهو ما يزيد من تعقيد الموقف في منطقة الشرق الأوسط.
مخاوف انتخابية أمريكية
من جانبه، يتزايد القلق الأمريكي بشأن تداعيات الصراع المحتمل على الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتحرص حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس على تجنب تصاعد العنف العسكري، خاصة في الولايات المترددة مثل ولاية ميشيغان، التي تضم مجتمعًا كبيرًا من العرب والمسلمين الأمريكيين، ما قد يؤثر سلبًا على دعم الحملة. في حين أن نتنياهو، الذي أظهر دعمًا علنيًا لعلاقته الوثيقة مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، يظهر قلة اهتمام بإبداء التعاون مع إدارة بايدن في هذا السياق.
التحديات الإسرائيلية والضغط الداخلي
تظل إسرائيل تحت ضغط داخلي من المتشددين في ائتلاف نتنياهو، الذين يدعون إلى رد فعل أكثر شدة تجاه إيران. هذه الدعوات تشكل تحديًا كبيرًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يسعى إلى موازنة الضغوط الداخلية مع المطالب الخارجية، خاصة من الولايات المتحدة.
وفي الوقت الذي تسعى فيه إدارة بايدن إلى تجنب التصعيد العسكري، يرى البعض أن خيارات إسرائيل قد تتقلص، ما يضع العلاقات الثنائية بين البلدين في اختبار كبير، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق أهدافه في سياق التوترات الإقليمية.