شهدت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت يوم الأحد واحدة من أخطر الهجمات التي استهدفت مقر القيادة المركزي لحزب الله اللبناني، حيث تم العثور على جثمان أمين عام الحزب، حسن نصر الله، تحت الأنقاض عقب غارة جوية نفذتها إسرائيل. وأكدت وكالات أنباء عالمية ووسائل إعلام محلية أن الجثة تم انتشالها من تحت الركام وهي سليمة تماماً، دون أي إصابات ظاهرة.
وفقاً لمصدرين تحدثا لوكالة "رويترز"، تم التأكيد على أن الجثمان لم يُظهر أي علامات لإصابات جسدية أو جروح، مما أثار التساؤلات حول السبب الحقيقي للوفاة. وأوضح المصدران أن حسن نصر الله كان في غرفة مغلقة، وعانى من نقص التهوية قبل أن تدخل الغازات الناجمة عن القصف إلى الغرفة، ما أدى إلى اختناقه حتى الموت.
القصف الإسرائيلي وتأثيره على المنطقة
الهجوم الإسرائيلي الذي وقع في ساعات متأخرة من الليل أثار حالة من الذعر في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي منطقة تعتبر المعقل الرئيسي لحزب الله. القصف استهدف عدة مواقع في المنطقة، بما في ذلك مقر القيادة المركزي للحزب، حيث كان يتواجد نصر الله لحظة الغارة. السكان المحليون أكدوا أن الانفجارات كانت عنيفة للغاية، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من المباني المحيطة.
تفاصيل العثور على الجثمان
بعد ساعات من القصف، بدأت فرق الإنقاذ في البحث بين الأنقاض، حيث تم العثور على جثمان حسن نصر الله في مكان مغلق داخل المقر المركزي. ورغم قوة الانفجار، أشارت المصادر الطبية إلى أن الجثمان لم يُظهر أي علامات على تعرضه لإصابات جسدية مباشرة. وأكدت المصادر الأمنية أن سبب الوفاة يُرجح أن يكون اختناقًا ناتجًا عن الغازات التي انتشرت في المكان بعد الانفجار.
تحقيقات السلطات اللبنانية
على الفور، بدأت السلطات اللبنانية في فتح تحقيقات موسعة حول الحادث، حيث تعمل الفرق المختصة على جمع الأدلة وتحليل موقع الانفجار. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الغارة استهدفت مواقع استراتيجية لحزب الله في الضاحية الجنوبية، وأن حسن نصر الله كان متواجداً في غرفة تحت الأرض خلال القصف. الفرق المختصة تعمل حالياً على تحديد السبب الدقيق لوفاته.
ردود الأفعال المحلية والدولية
وفور انتشار خبر وفاة حسن نصر الله، تباينت ردود الأفعال على الصعيدين المحلي والدولي. داخل لبنان، تصاعدت الدعوات للتهدئة والتحقيق في الهجوم، بينما اتهمت قيادات حزب الله إسرائيل بالوقوف وراء العملية وتوعدت بالرد. على الصعيد الدولي، أثار الهجوم مخاوف من تصعيد أكبر في المنطقة، حيث دانت عدة دول عربية وأجنبية الهجوم وطالبت بضرورة ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد.
ماذا بعد وفاة نصر الله؟
وفاة حسن نصر الله تشكل نقطة تحول كبيرة في مسار حزب الله اللبناني، حيث كان يُعتبر الزعيم الروحي والسياسي للحزب لأكثر من عقدين. السؤال الآن هو من سيخلفه في قيادة الحزب، وما هي الخطوات التالية لحزب الله في مواجهة التحديات الإقليمية، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين لبنان وإسرائيل.
ومن المتوقع أن يشهد الحزب تحركات داخلية لترتيب البيت الداخلي وتحديد القيادة الجديدة، مع توقعات بأن يشهد لبنان فترة من التوتر السياسي والأمني خلال الأيام القادمة.