شهدت مناظرة تلفزيونية بين المرشحين لمنصب عمدة مدينة ساو باولو البرازيلية حادثة عنف غير مسبوقة، حيث قام خوسيه لويز داتينا، مقدم البرامج الشهير والمرشح لمنصب العمدة، بالاعتداء على منافسه بابلو ماركال. وقع الحادث على الهواء مباشرة، وأثار حالة من الصدمة بين الحضور والمشاهدين.
تطورات المناظرة: كيف وصلت إلى هذا الحد؟
بدأت المناظرة بشكل طبيعي، إلا أن التوتر تصاعد بين المرشحين بعد أن وجه بابلو ماركال اتهامات خطيرة ضد داتينا تتعلق بمزاعم تحرش جنسي. أثارت هذه المزاعم غضب داتينا، الذي رد بتبادل الشتائم مع ماركال. ثم تصاعدت الأمور بسرعة عندما اتهم ماركال داتينا بأنه "ليس رجلاً بما فيه الكفاية" لمهاجمته خلال مناظرة سابقة، مما دفع داتينا إلى تنفيذ هجوم جسدي باستخدام كرسي حديدي.
نقل ماركال إلى المستشفى بعد إصابة خطيرة
بعد الهجوم الوحشي، تم نقل بابلو ماركال إلى المستشفى لتلقي العلاج الفوري. أظهرت الفحوصات الأولية أنه يعاني من كسور في الضلوع وصعوبة في التنفس، ما استدعى خضوعه لعناية طبية مكثفة. وأصدر مستشارو ماركال بياناً أكدوا فيه أن الهجوم كان "جباناً"، وأنه يتوقع أن تُتخذ الإجراءات القانونية المناسبة ضد داتينا.
رد فعل القناة التلفزيونية "TV Cultura" وإجراءات السلامة
أعربت قناة "TV Cultura"، التي نظمت المناظرة، عن أسفها لما حدث. وجاء في بيان صادر عن القناة أن جميع الإجراءات الأمنية المتفق عليها قد تم اتباعها فور وقوع الحادث، بما في ذلك طرد خوسيه لويز داتينا من المناظرة. تم استئناف المناقشة مع المرشحين الآخرين بعد التشاور معهم، إلا أن هذا القرار قوبل بانتقادات واسعة من أنصار ماركال، الذين اعتبروا أن استكمال المناظرة دون المرشح الذي تعرض للاعتداء كان غير عادل.
داتينا يعترف بفقدان أعصابه بعد الحادثة
خلال مغادرته استوديو التلفزيون، أقر داتينا بأنه "فقد أعصابه" وأن الضغط النفسي الناتج عن وفاة حماته مؤخراً كان أحد الأسباب التي دفعته إلى تنفيذ الهجوم. رغم اعتذاره الضمني، فإن هذا لم يقلل من حدة الانتقادات التي وجهت إليه بعد الحادثة. وحتى الآن، لم ترد تقارير فورية عن اعتقال داتينا، إلا أن محامي ماركال أكدوا أنهم قدموا بلاغاً رسمياً للشرطة ضد المعتدي.
العنف السياسي: ظاهرة متزايدة في البرازيل؟
تسلط هذه الحادثة الضوء على تصاعد العنف السياسي في البرازيل، خاصة في ظل الحملات الانتخابية الحامية. مناظرات العمدة في ساو باولو تعتبر من أكثر المناظرات متابعة في البلاد، مما يزيد من حدة التوتر بين المرشحين. ويأتي هذا الحادث في وقت تشهد فيه البرازيل انقساماً سياسياً عميقاً، حيث يتزايد الاستقطاب بين اليمين المتطرف واليسار.