تشير تقارير صحفية إلى أن موسكو قد أتمت صياغة جدول أعمال للقاء رباعي يضم كلًا من روسيا وتركيا وسوريا وإيران، والذي يُنتظر انعقاده في نهاية الشهر الحالي. ويأتي هذا اللقاء في ظل تصاعد الجهود الدبلوماسية لإيجاد حلول للأزمات الأمنية والسياسية التي تشهدها المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا.
وبحسب مصدر دبلوماسي عربي مطلع، فإن جدول الأعمال الذي أعدته موسكو يركز على عدد من النقاط الرئيسية، أولها تحديد الجماعات الإرهابية التي تشكل تهديدًا لأمن واستقرار المنطقة. وتشمل هذه النقاط آلية واضحة للتعاون بين الحكومة السورية ونظيرتها التركية في مجال مكافحة الإرهاب، بما يضمن تنسيق الجهود بين البلدين لتحقيق الأمن على طول الحدود المشتركة.
كما أشار المصدر إلى أن الجدول الزمني لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية سيكون من أبرز بنود هذا اللقاء. ويأتي هذا البند استجابةً لمطالب دمشق التي تسعى لاستعادة سيادتها الكاملة على أراضيها، وترى في انسحاب القوات التركية خطوة ضرورية لتحقيق هذا الهدف.
ومن النقاط الأخرى التي ستُناقش في اللقاء، إعادة النظر في "اتفاقية أضنة" التي أُبرمت بين سوريا وتركيا في عام 1998. وتُعد هذه الاتفاقية أساسًا قانونيًا لتعاون البلدين في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، إلا أن التغيرات التي شهدتها المنطقة منذ توقيعها قد تستدعي تعديلها أو تحديثها لتتناسب مع الظروف الراهنة.
المصدر أكد أن موسكو قد حرصت على أن يتضمن جدول الأعمال بنودًا تلبي تطلعات دمشق، خاصة فيما يتعلق بإنهاء الوجود العسكري التركي في شمال سوريا. ويتوقع أن يشهد اللقاء مناقشات مطولة حول هذه القضايا، مع التأكيد على ضرورة توافق الأطراف المعنية على آليات التنفيذ.
في السياق ذاته، يرى مراقبون أن نجاح هذا اللقاء قد يشكل خطوة مهمة نحو تهدئة الأوضاع في سوريا، وربما يمهد الطريق لإعادة بناء الثقة بين دمشق وأنقرة، والتي تأثرت بشكل كبير نتيجة للتدخلات العسكرية والصراعات المستمرة في المنطقة.