أثار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، جدلاً واسعاً وردود فعل دولية مستنكرة. وقد كشف ممثل حركة حماس في إيران، خالد القدومي، عن تفاصيل هذه الزيارة وما جرى من أحداث منذ لحظة وصول هنية إلى طهران حتى لحظة اغتياله.
تفاصيل الزيارة قبل الاغتيال
وصل إسماعيل هنية إلى إيران فجر يوم الثلاثاء على رأس وفد من قيادات الحركة، وكان الهدف من الزيارة حضور مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. ضم الوفد عددًا من الشخصيات البارزة في حركة حماس مثل خليل الحية ومحمد نصر وزاهر جبارين، بالإضافة إلى القدومي نفسه.
أنشطة الوفد في طهران
خلال زيارته لطهران، حضر الوفد مراسم أداء اليمين الدستورية في البرلمان الإيراني، حيث حظي هنية باستقبال حار من قبل المسؤولين الإيرانيين والبرلمانيين. بعد ذلك، زار الوفد معرض "أرض الحضارة" في برج ميلاد، حيث توقف هنية أمام مجسم قبة الصخرة، مستذكراً الأطفال الفلسطينيين وأحفاده الذين فقدوا حياتهم في الصراع مع إسرائيل.
لقاءات مع مسؤولين إيرانيين
كما حضر هنية مأدبة عشاء رسمية بدعوة من الرئيس الإيراني بزشكيان، ثم توجه إلى مقر إقامته في شمال طهران، الذي كان معروفًا للكثيرين ولم يكن سريًا. وفقًا للقدومي، فإن الزيارة كانت علنية وهنية كان يُعتبر ضيفًا دبلوماسيًا رسميًا.
لحظة الاغتيال وما بعدها
في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، تعرض مقر إقامة هنية لهجوم مفاجئ. بحسب خالد القدومي، وقع انفجار قوي في المبنى، مما أسفر عن استشهاد هنية ومرافقه وسيم أبو شعبان الذي كان يحرسه.
طبيعة الهجوم وتفاصيله
وفقًا للقدومي، فإن الانفجار نتج عن استهداف جوي، إما بصاروخ أو قذيفة. تم تدمير الطابق الذي كان يتواجد فيه هنية بالكامل، وكانت هناك آثار واضحة تشير إلى أن الهجوم كان من الجو. التحقيقات الجارية بواسطة الجهات الإيرانية ستكشف المزيد من التفاصيل حول طبيعة المقذوف المستخدم.
ردود الفعل والتحقيقات الجارية
أكدت وكالة "فارس" الإيرانية أن التحقيقات الأولية تشير إلى تورط إسرائيلي في عملية الاغتيال، بالرغم من عدم إعلان إسرائيل عن مسؤوليتها رسميًا. وقد نفت رواية صحيفة "نيويورك تايمز" التي زعمت أن الاغتيال تم بواسطة عبوة ناسفة مخبأة في مقر الإقامة.
التصريحات الرسمية الإيرانية
أدان المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، عملية الاغتيال بشدة واعتبرها اعتداءً على السيادة الإيرانية. وأكد أن الرد على هذا الهجوم سيكون حاسمًا، وأن إسرائيل ستواجه عواقب وخيمة نتيجة هذا العمل العدواني.
الأبعاد السياسية للعملية
أشار خالد القدومي إلى أن الولايات المتحدة كانت على علم بالعملية وأعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذها. وقد زعم أن إدارة بايدن شريكة في هذه الجريمة، مما يثير تساؤلات حول التواطؤ الدولي في مثل هذه العمليات.
التأثير على الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي
اغتيال إسماعيل هنية يعد جزءًا من سلسلة طويلة من التصعيدات الإسرائيلية ضد حماس والشخصيات القيادية فيها. إن هذه العملية قد تؤدي إلى تصاعد التوتر في المنطقة وتزيد من حدة الصراع المستمر.