أظهرت دراسة جديدة أن مركبًا مستخلصًا من عشبة إكليل الجبل قد يمثل أملًا جديدًا في علاج مرض ألزهايمر. المركب، الذي يُسمى "diAcCA" ويستخلص من حمض "الكارنوسيك" الموجود في إكليل الجبل، أظهر نتائج واعدة في تجارب أُجريت على فئران مصابة بالمرض.
مرض ألزهايمر هو اضطراب عصبي تنكسي يؤثر على الذاكرة والتفكير، ويؤدي إلى تدهور القدرة على أداء المهام اليومية. يتسبب المرض في تراكم بروتينات غير طبيعية في الدماغ، مثل "بيتا أميلويد" و"تاو"، ما يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية وفقدان الروابط بينها.
في الدراسة التي نُشرت في دورية "Antioxidants"، خضع نموذج فئران مصابة بألزهايمر لعلاج "diAcCA" لمدة 3 أشهر. وأظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في الذاكرة وزيادة كثافة الوصلات العصبية في الدماغ، بالإضافة إلى تقليل الالتهابات بشكل كبير. يُظهر المركب أيضًا قدرة على تقليل تراكم البروتينات المرتبطة بالمرض.
من أبرز ما يميز المركب هو آلية عمله الذكية، حيث يستهدف الخلايا المتضررة فقط في الدماغ، مما يقلل من الآثار الجانبية المحتملة مقارنة بالعلاجات الأخرى. إضافة إلى ذلك، أظهر المركب فعالية أكبر في امتصاص حمض "الكارنوسيك" في الجسم مقارنة بالمركب الخام.
كما أظهرت الدراسة أن المركب آمن أيضًا، ويساعد في تقليل الالتهابات في الجهاز الهضمي خلال تحوله إلى حمض "الكارنوسيك".
يرى الباحثون أن هذا المركب قد يشكل إضافة فعالة للعلاجات الحالية لمرض ألزهايمر، خاصة في تقليل الآثار الجانبية لبعض العلاجات المناعية المضادة لـ"بيتا أميلويد". كما يُتوقع أن يكون له تطبيقات علاجية في أمراض أخرى مرتبطة بالالتهابات، مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وباركنسون.
نظرًا لأن حمض "الكارنوسيك" مُدرج ضمن قائمة المواد الآمنة لدى إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، يأمل العلماء أن يتم تسريع التجارب السريرية لهذا المركب الجديد. وإذا أثبتت التجارب البشرية فاعليته، فإن هذا المركب قد يمثل خطوة هامة نحو علاج ثوري لمرض ألزهايمر وأمراض الدماغ الأخرى المرتبطة بالتهاب.