في خطوة علمية هامة، اكتشف فريق من الباحثين مؤشرًا حيويًا جديدًا يمكنه التنبؤ بدقة بنتائج أورام المخ السحائية وسرطان الثدي، من خلال دراسة كمية إنزيم بوليميراز الحمض النووي الريبوزي الثاني (RNAPII) على جينات الهيستون. هذه الجينات تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم الحمض النووي داخل الخلايا، ووجد الباحثون أن مستويات عالية من هذا الإنزيم ترتبط بشكل قوي مع تطور الأورام وزيادة احتمالية تكرارها.
وشرح الدكتور يي تشنغ، الأستاذ المساعد في علم المعلومات الحيوية وعلم الأحياء الحاسوبي في إم دي أندرسون، أن دور جينات الهيستون في الحد من تكاثر الخلايا كان مغفلاً في السابق، رغم أنها مؤشر قوي على فرط تكاثر الخلايا السرطانية.واستخدم الباحثون تقنية CUTAC المتطورة لدراسة التعبير الجيني بدقة من عينات الأنسجة المحفوظة باستخدام الفورمالين والبارافين (FFPE)، وهي تقنية تتيح فحص عينات الأنسجة القديمة بدقة عالية. أظهرت نتائج الدراسة أن التعبير عن جينات الهيستون كان أعلى في الأورام مقارنة بالأنسجة الطبيعية، مما يعزز فرضية ارتباط هذه الجينات بنمو الأورام السرطانية.
قام الفريق أيضًا بتحليل عينات من مرضى مصابين بالورم السحائي وسرطان الثدي العدواني، وأظهرت النتائج أن تقنية CUTAC تمكنت من التنبؤ بدقة بمعدل تكاثر الورم واحتمالية فقدان الكروموسومات. كما أن التقنية أظهرت قدرة على التنبؤ بعدوانية سرطان الثدي.
وفي تعليقه على الدراسة، قال الدكتور ستيفن هينيكوف، الباحث في معهد هوارد هيوز الطبي: "إن التقنية التي طورناها تفتح المجال للكشف عن آلية جديدة لفهم عدوانية السرطان، وقد تصبح أداة جديدة لتشخيص السرطان وعلاجه."
يسعى الباحثون الآن لتوسيع اختبار هذه التقنية على أنواع مختلفة من السرطان، ما قد يساهم في تحسين استراتيجيات التشخيص المبكر والعلاج الموجه للأورام.