كشف فريق من الباحثين في دراسة حديثة عن ارتباط محتمل بين الإصابة بـ "كوفيد-19" وزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وذلك بعد أن وجدوا أن الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس سابقًا كان لديهم مستويات أعلى من المؤشرات الحيوية المرتبطة بالبروتينات المعيبة للأميليد، وهو سمة معروفة لمرض ألزهايمر.
الدراسة التي قادها علماء من كلية إمبريال كولدج في لندن ومعهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة أشارت إلى أن التأثيرات الناتجة عن الإصابة بـ "كوفيد-19" قد تكون مشابهة لتقدم العمر لمدة أربع سنوات أو نحو 60% من تأثير جين APOE-ε4، وهو عامل وراثي معروف يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف. وقد أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين أُدخلوا إلى المستشفى بسبب "كوفيد-19" الحاد أو الذين لديهم عوامل خطر مسبقة مثل التدخين أو ارتفاع ضغط الدم كانوا الأكثر تأثرًا.
ورغم أن الدراسة تشير إلى أن "كوفيد-19" قد يسرع العمليات البيولوجية التي تساهم في تراكم الأميليد الضار في الدماغ، إلا أن العلماء يحذرون من استخلاص استنتاجات قاطعة في الوقت الحالي. الدراسة كانت قائمة على الملاحظة فقط ولا يمكنها إثبات علاقة سببية بين الفيروس والخرف.
الدكتور يوجين داف، المؤلف الرئيسي للدراسة، أكد أن النتائج تشير إلى أن "كوفيد-19" قد يؤدي إلى تغييرات في الدماغ تسهم في الأمراض التنكسية العصبية، وهو ما قد يكون مرتبطًا بالالتهابات الناتجة عن الإصابة. ومع ذلك، فإن الباحثين لا يستطيعون تحديد ما إذا كانت العدوى بفيروس "سارس-كوف-2" تسبب هذه التغييرات بشكل مباشر، أو إذا كان يمكن ربطها أيضًا بعدوى أمراض أخرى مثل الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي.