العالم بعد خمس سنوات من جائحة كوفيد-19: هل هو جاهز لمواجهة وباء جديد؟

الاربعاء 08/01/2025
هل العالم جاهز لمواجهة وباء جديد بعد جائحة كوفيد-19؟

على الرغم من مرور خمس سنوات على بداية انتشار وباء كوفيد-19، لا تزال الأسئلة حول استعداد العالم لمواجهة جائحة جديدة تشغل بال الخبراء في مجال الصحة العامة. جائحة كوفيد-19 التي اجتاحت العالم وأودت بحياة الملايين، كانت بمثابة صدمة كبيرة للنظم الصحية حول العالم، وأظهرت العديد من الثغرات في القدرة على الاستجابة السريعة لمثل هذه الأزمات الصحية الكبرى.

التحديات التي لم تُحل بعد

تتحدث تيدروس دهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، عن استمرار ضعف الاستعدادات في مواجهة جائحة جديدة. حيث أشار إلى أن العالم، على الرغم من بعض التحسينات، لا يزال يعاني من نفس النقاط الضعيفة التي ظهرت أثناء جائحة كوفيد-19. وبحسب تصريحات غيبرييسوس، إذا حدثت جائحة جديدة اليوم، فسيواجه العالم نفس المشاكل في التعامل معها.

دروس مستفادة ولكن هل تكفي؟

رغم ذلك، هناك شعور متباين بين الخبراء حول مستوى التحسن الذي تحقق بعد الجائحة. تقول ماريا فان كيرخوف، عالمة الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، إن هناك تحسنًا ملحوظًا بفضل الجائحة، ولكنها تعتقد أن العالم لا يزال بعيدًا عن الاستعداد الكافي لمواجهة جائحة أخرى. وأضافت أن "العالم ليس مستعدًا لمواجهة وباء جماعي جديد في المستقبل القريب"، مشيرة إلى أن الاستعدادات الحالية لا تزال غير كافية.

فجوة كبيرة في الوصول إلى اللقاحات

الخبراء المستقلون الذين تم تكليفهم من قبل منظمة الصحة العالمية لتحليل مستوى استعداد العالم للأوبئة المستقبلية، أكدوا أن العالم في عام 2025 لا يزال غير جاهز لمكافحة تهديد وبائي جديد. ورجع الخبراء ذلك إلى انعدام المساواة في الوصول إلى التمويل والأدوات الأساسية مثل اللقاحات. حيث لا يزال هناك تفاوت كبير في قدرة البلدان على تطوير وتوزيع اللقاحات في حالات الطوارئ الصحية.

تقنيات جديدة قد تغير المعادلة

من ناحية أخرى، فإن التطورات التكنولوجية في مجال إنتاج اللقاحات تثير تفاؤلاً لدى بعض العلماء. فالعالمة ماريون كوبمانز من هولندا تشير إلى أن تقنية اللقاحات المعتمدة على الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) قد تمثل تغييرًا جذريًا في طريقة التعامل مع الأوبئة في المستقبل. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة في نشر هذه التقنية بشكل عالمي، ويعد المعلومات المضللة أحد أكبر المخاطر التي قد تواجه استخدام هذه اللقاحات في المستقبل.

تهديدات أخرى: إنفلونزا الطيور وتغيرات الفيروسات

إضافة إلى جائحة كوفيد-19، يبرز تهديد آخر وهو إنفلونزا الطيور (H5N1)، الذي يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة للخبراء. وفي الوقت الحالي، لا ينتقل هذا الفيروس بين البشر، لكنه يشكل تهديدًا كبيرًا لعدد من الأنواع الحيوانية، مما يرفع من احتمالية انتقاله إلى البشر في المستقبل. توم بيكوك، عالم الفيروسات في إمبريال كوليدج بلندن، دعا إلى أخذ هذا التهديد على محمل الجد.

إجراءات جديدة لمكافحة الأوبئة: خطوات ملموسة

منظمة الصحة العالمية قد اتخذت بعض الخطوات الهامة لتحسين الاستعدادات لمواجهة الأوبئة المستقبلية. فقد تم افتتاح مركز جديد للوقاية من الأوبئة في برلين عام 2021، والذي يهدف إلى جمع البيانات وتحليلها للكشف عن التهديدات المستقبلية. كما تم تأسيس صندوق مكافحة الأوبئة التابع للبنك الدولي في عام 2022، والذي وافق على تمويل مشروعات صحية في أكثر من 75 دولة.

هل ستنجح الاتفاقات الدولية في تحسين الاستعدادات؟

على الرغم من هذه الجهود، إلا أن هناك قضايا كبيرة لم تُحسم بعد. ففي ديسمبر 2021، اتفقت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على وضع معاهدة دولية للتعامل مع الأوبئة والوقاية منها، لكن التحديات الرئيسية لا تزال تتمثل في تبادل البيانات حول مسببات الأمراض الجديدة وضمان استفادة الجميع من اللقاحات والعلاجات المتاحة. ومن المتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي في مايو 2025 حول كيفية تحسين التعاون الدولي في هذا المجال.










إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

اختر الحدث الأبرز عام 2024!