العلاقة بين استخدام الشاشات وزيادة خطر التوحد لدى الأطفال

الاربعاء 06/11/2024
أظهرت دراسة حديثة أُجريت في أستراليا أن قضاء وقت طويل أمام شاشات الأجهزة اللوحية أو التلفاز في مرحلة الطفولة المبكرة قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالتوحد. الدراسة، التي شملت أكثر من 5000 طفل، استهدفت تحديد تأثير الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات، وخلصت إلى نتائج أثارت الكثير من الجدل والنقاش في الأوساط العلمية.

تفاصيل الدراسة
قام الباحثون بتتبع الأطفال منذ سن الثانية، حيث طلبوا من الآباء تقديم تفاصيل حول المدة التي يقضيها أطفالهم أمام الشاشات. وبعد مرور عشر سنوات، جمع الباحثون معلومات عن تشخيص التوحد بين الأطفال. واتضح أن 145 طفلًا قد تم تشخيصهم بالتوحد، وأن الأطفال الذين تعرضوا للشاشات لأكثر من 14 ساعة أسبوعيًا كانوا أكثر عرضة للإصابة مقارنة بأولئك الذين قضوا وقتًا أقل أمام الشاشات.

الحذر في تفسير النتائج
وعلى الرغم من النتائج المثيرة للقلق، حذر خبراء من التسرع في استنتاج علاقة سببية بين وقت الشاشة والتوحد. الدكتور جيمس فيندون، أستاذ علم النفس بجامعة كينغز كوليدج لندن، أوضح أن الدراسة تظهر ارتباطًا فقط وليس دليلًا قاطعًا على أن الشاشات تسبب التوحد. وقال فيندون: "لا يزال هناك الكثير لنعرفه قبل أن نتمكن من استخلاص استنتاجات حاسمة".

الدراسة هي دراسة رصدية، مما يعني أنها لا تستطيع إثبات السبب والنتيجة بشكل مباشر. إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن الوقت الطويل أمام الشاشات في سنوات الطفولة المبكرة قد يكون عاملًا يجب على الأطباء أخذه في الاعتبار عند تقييم نمو الأطفال.

توصيات دولية للحد من وقت الشاشة
في سياق متصل، أصدرت وكالات الصحة العامة في بعض الدول الأوروبية إرشادات للحد من استخدام الأطفال للشاشات. ففي سبتمبر الماضي، نصحت وكالة الصحة العامة السويدية بعدم السماح للأطفال دون سن الثانية باستخدام الأجهزة اللوحية أو مشاهدة التلفاز، واقترحت تحديد وقت الشاشة للأطفال بين عامين و5 أعوام بحد أقصى ساعة واحدة يوميًا. وفي الدنمارك، صدرت إرشادات مماثلة في عام 2023، حيث يُسمح للأطفال دون سن الثانية باستخدام الأجهزة فقط في "حالات خاصة"، مثل الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم.

توصيات الباحثين
أوصى الباحثون بضرورة إدراج أسئلة حول وقت الشاشة في الفحوصات الروتينية للأطفال، مؤكدين أن الفهم الأفضل لعوامل الخطر المحتملة يمكن أن يساعد في تقديم دعم إضافي للعائلات. وأضافوا أن التوعية بأهمية تقليل وقت الشاشة يمكن أن يكون خطوة نحو تحسين الصحة النفسية والبدنية للأطفال.




إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

هل ترى أن عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة ستكون مفيدة لأمريكا على الصعيدين الداخلي والخارجي؟