اكتشف الباحثون في دراسة جديدة، نشرت في دورية Blood، نظامًا جديدًا لفصائل الدم، مستندين إلى حالة غامضة لوحظت قبل 50 عامًا. كانت تلك الحالة تتعلق بامرأة حامل، اكتشف الأطباء أنها تفتقر إلى جزيء سطحي موجود في خلايا الدم الحمراء، مما أدى إلى تحقيقات معمقة في علم فصائل الدم.
إنجاز كبير في علم فصائل الدم
لويز تيلي، أخصائية أمراض الدم في هيئة الصحة الوطنية البريطانية، قادت الجهود البحثية على مدار 20 عامًا. وأكدت أن هذا الاكتشاف يمثل إنجازًا كبيرًا، حيث ساهم في تأسيس نظام جديد لفصائل الدم يمكن أن يحسن رعاية المرضى الذين يعانون من اضطرابات نادرة.
وبينما يعرف معظم الناس نظام فصائل الدم ABO وعامل الريسوس، أوضحت تيلي أن هناك العديد من الأنظمة الأخرى التي تعتمد على بروتينات وسكريات مختلفة موجودة على سطح خلايا الدم الحمراء. وتُستخدم هذه الجزيئات كمؤشرات للتمييز بين خلايا الجسم السليمة والمكونات الضارة.
أهمية فصائل الدم في الرعاية الصحية
تحديد فصائل الدم بدقة أمر بالغ الأهمية، خاصةً عند إجراء عمليات نقل الدم، حيث يمكن أن تؤدي عدم المطابقة بين مستضدات الدم إلى ردود فعل خطيرة أو حتى الوفاة. ورغم أن معظم فصائل الدم الكبرى تم اكتشافها في أوائل القرن العشرين، إلا أن بعض الأنظمة، مثل نظام Er، تم وصفها في السنوات الأخيرة، وهي تؤثر على عدد قليل من الأفراد.
التحديات في البحث
واجه الباحثون تحديات كبيرة بسبب ندرة الحالات الجينية المرتبطة بفصيلة الدم الجديدة. تشير الأبحاث إلى أن أكثر من 99.9% من البشر يمتلكون مستضد AnWj الذي كان مفقودًا من دم المريضة. وأكدت تيلي أن المستضد مرتبط ببروتين الميالين واللمفاويات، مما أدى إلى تسمية النظام الجديد بفصيلة الدم MAL.
تجارب البحث والتطوير
تمكن الباحثون من تحديد ثلاثة مرضى لم يكن لديهم الطفرة الجينية المرتبطة بفصيلة الدم AnWj. وفقًا لعالم الأحياء الخلوية تيم ساتشويل، كان من الصعب تحديد جين MAL بسبب خصائصه الفريدة. لكن بفضل البحث المتواصل، تمكن الفريق من إدخال الجين الصحيح في خلايا الدم السلبية، مما أدى إلى إظهار مستضد AnWj في تلك الخلايا.