الأدوية التي تزيد فيتامين أ قد تكون الحل لمواجهة هذا المرض

في دراسة جديدة مثيرة للاهتمام، اكتشف العلماء في اسكتلندا أن الأدوية التي تزيد من مستويات فيتامين أ في الجسم قد تكون مفتاحًا للوقاية من مرض العصبون الحركي القاتل. تُعد هذه الحالة المرضية نادرة وغير قابلة للشفاء، حيث تؤدي إلى تدهور وظائف الدماغ والأعصاب، مما يحرم المرضى من القدرة على الحركة والأكل والتنفس مع تقدم المرض.

الدراسة، التي أجريت لأول مرة من نوعها، أظهرت أن الأدوية التي تستهدف المستقبلات المحددة لتنشيط فيتامين أ قد توفر حماية فعّالة ضد الضرر العصبي الذي قد يحدث في حالات مثل مرض العصبون الحركي والتصلب الجانبي الضموري.

عند محاكاة حالات المرض في المختبر، أظهر الفريق أن تحفيز إشارات فيتامين أ في الخلايا العصبية ساعد في منع تدهور هذه الخلايا وحمايتها من الأضرار العصبية المحتملة. هذا الاكتشاف يعطي أملًا جديدًا في تطوير علاج فعّال لهذه الأمراض العصبية المستعصية.

تفاصيل الدراسة والتجارب المخبرية
أوضحت الدراسة، التي شاركت في تأليفها خبيرة علم الأعصاب أزيتا كوشميشكي من جامعة كاليفورنيا، أن الأدوية تم اختبارها على خلايا عصبية مزروعة في المختبر، وتم إضافة مواد كيميائية تسبب أضرارًا مشابهة لتلك التي تحدث في أمراض مثل مرض العصبون الحركي أو التصلب الجانبي الضموري.
بالمقارنة مع الخلايا التي لم تتلقَ العلاج، لوحظ انخفاض كبير في عدد الخلايا العصبية التي ماتت عند استخدام الأدوية التي تستهدف مستقبلات حمض الريتينويك، مما يشير إلى أن هذه الأدوية قد تكون قادرة على حماية الخلايا العصبية من الموت.

لم تقتصر التجارب على الخلايا في المختبر فقط، بل تم تطبيق نفس الأدوية على الفئران، حيث أظهرت النتائج نفس التأثيرات الإيجابية، مما يزيد من فرص استخدامها كعلاج فعّال للبشر.

دور الأدوية في تنشيط فيتامين أ
الدكتور آندي وايتنغ، الرئيس التنفيذي لشركة Nevrargenics Ltd والأستاذ الفخري في جامعة دورهام، صمم الأدوية التي استخدمها الفريق في الدراسة. وقال: "إن الأدوية التي طورناها ترتبط بمستقبلات حمض الريتينويك، وهو بروتين رئيسي يشارك في تنشيط فيتامين أ داخل الجسم. نحن نعتقد أن هذا البحث يمثل خطوة مهمة نحو تطوير علاجات جديدة تستهدف الأمراض العصبية التنكسية".

وأكد وايتنغ أن هذه النتائج تشكل أساسًا علميًا قويًا للاستمرار في تطوير أدوية أكثر فعالية يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في علاج الأمراض التي تؤثر على الدماغ والجهاز العصبي.

أهمية النتائج المستقبلية
رغم أن الأدوية المستخدمة في الدراسة ما زالت في مرحلة التجريب، فإن النتائج المبكرة تشير إلى إمكانيات واعدة لتطوير علاجات جديدة تستهدف مستقبلات حمض الريتينويك وتنشط فيتامين أ، مما يساعد في الوقاية من الأمراض العصبية المستعصية.

يأمل الباحثون أن تستمر التجارب للوصول إلى مرحلة الاختبارات السريرية على البشر في المستقبل القريب، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى علاجات جديدة تعطي الأمل لآلاف المرضى حول العالم الذين يعانون من الأمراض التنكسية مثل مرض العصبون الحركي.




إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟