في واقعة طبية غير مألوفة، أُصيبت امرأة فرنسية تبلغ من العمر 61 عامًا باعتلال في شبكية العين بعد استخدامها لصبغة شعر تحتوي على مادة كيميائية تُعرف باسم "بارا فينيلين ديامين"، وهي من المركبات الكيميائية الأمينية العطرية. جاء هذا الاكتشاف بعد أن زارت المرأة الأطباء وهي تعاني من ضبابية تدريجية في الرؤية بعد أيام قليلة من صبغ شعرها.
تفاصيل الحالة: كيف أثرت الصبغة على بصرها؟
بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، تبين أن المرأة تعاني من انفصالات متعددة في شبكية العين. وأشار الفريق الطبي إلى أن هذه الأعراض تشبه الضرر الذي يمكن أن يحدث بسبب إنزيمات معينة في العين تُسمى MEK1 أو MEK2. وبعد مزيد من الفحوصات، تم اكتشاف أن الشبكية العصبية الحسية كانت سميكة بشكل غير طبيعي، وهو مؤشر على تلف في الشبكية.
الرابط بين صبغة الشعر واعتلال الشبكية
أكد فريق البحث الفرنسي أن هناك ارتباطًا زمنيًا بين ظهور الأعراض واستخدام المرأة لصبغة الشعر التي تحتوي على مادة "بارا فينيلين ديامين". وهذا المركب الكيميائي معروف بتسببه في تعطيل مسار كيميائي عصبي ضروري للحفاظ على صحة خلايا الظهارة الصبغية الشبكية، وهو ما أدى إلى تدهور بصر المرأة بشكل مؤقت.
كيف تعافت المرأة؟
لحسن الحظ، قامت المرأة بتغيير نوع صبغة الشعر التي كانت تستخدمها، وبفضل هذه الخطوة، عاد بصرها إلى طبيعته بعد شهر من العلاج. أوضح الأطباء أن حالة المرأة تحسنت إلى مستوى رؤية 20/20، وهو ما يُظهر أن الأضرار التي لحقت بشبكيتها كانت مؤقتة.
حالات سابقة تربط بين صبغات الشعر واعتلال الشبكية
هذه الحالة ليست الأولى من نوعها. في عام 2022، تم الإبلاغ عن ثلاث حالات مشابهة لنساء في منتصف العمر تعرضن لاعتلالات في الشبكية بعد استخدام صبغات شعر تحتوي على أمينات عطرية، مما يؤكد وجود رابط بين هذه المواد الكيميائية ومشاكل العيون.
كيف يمكن تفادي المخاطر؟
على الرغم من أن حالات اعتلال الشبكية المرتبطة باستخدام صبغات الشعر نادرة، إلا أن نشر الوعي حول هذا الخطر قد يساعد في تقليل احتمالات التعرض لإصابات مشابهة. ينبغي للأفراد الذين يستخدمون صبغات الشعر التي تحتوي على مواد كيميائية قوية مثل "بارا فينيلين ديامين" أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة، وخاصة إذا لاحظوا أي تغييرات غير طبيعية في الرؤية بعد الاستخدام.
هل يجب التوقف عن استخدام صبغات الشعر؟
لا يُطالب الخبراء بضرورة التوقف عن استخدام صبغات الشعر بشكل كامل، ولكنهم ينصحون بالتأكد من المكونات المستخدمة في الصبغة والتوجه إلى الأطباء في حال حدوث أي أعراض غير طبيعية في العيون بعد الاستخدام. في نهاية المطاف، يُعتبر اتخاذ الاحتياطات المناسبة هو أفضل طريقة لحماية صحة العيون.