أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Network Open أن مكان الإقامة يلعب دورًا حاسمًا في معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان القولون والمستقيم في مراحله المبكرة. وكشفت التحليلات أن المرضى الذين يعيشون في المناطق الريفية يواجهون معدلات بقاء أقل على مدى خمس سنوات مقارنة بنظرائهم في المناطق الحضرية.
أهمية الدراسة ومكان السكن في معدلات البقاء
أجرى الدكتور منغ هان تساي من معهد جورجيا للوقاية في جامعة أوغوستا، بالتعاون مع فريق من الباحثين، تحليلاً شاملاً لبيانات 58200 مريض مصاب بسرطان القولون والمستقيم المبكر، تم جمعها من برنامج المراقبة والوبائيات والنتائج النهائية بين عامي 2006 و2015. وركزت الدراسة على تأثير الفقر والريفية على معدلات الوفيات، خصوصًا عند تقاطع الفقر مع الريف.
النتائج الرئيسية للدراسة
توصل الباحثون إلى أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات كان أعلى بشكل ملحوظ بين المرضى الذين يعيشون في مناطق غير فقيرة وغير ريفية، حيث بلغ 72%. بينما انخفض هذا المعدل إلى 67% بين أولئك الذين يعيشون في مناطق فقيرة، سواء كانت ريفية أم لا.
ولاحظت الدراسة وجود تفاوتات في معدلات البقاء على قيد الحياة حسب الفئات العمرية، حيث بلغ معدل البقاء 64% فقط بين المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عامًا ويعيشون في مناطق ريفية فقيرة.
الخطر المتزايد في المناطق الريفية والفقيرة
أوضحت الدراسة أن مرضى سرطان القولون والمستقيم الذين يعيشون في المناطق الريفية وحدها يواجهون خطرًا متزايدًا للوفاة بنسبة تتراوح بين 1.1 إلى 1.4 ضعفًا مقارنة بالمرضى الذين يعيشون في مناطق غير ريفية. أما المرضى الذين يعيشون في مناطق فقيرة وريفية معًا، فقد ارتفع الخطر إلى نسبة تتراوح بين 1.1 إلى 1.5 ضعفًا، مع تقديرات عالية بشكل خاص بين الفئات العمرية الشابة من 30 إلى 39 عامًا.
دلالات الدراسة وأهمية التحسينات الصحية
تعكس نتائج هذه الدراسة أهمية تحسين الرعاية الصحية في المناطق الريفية والفقيرة لتقليل الفجوات في معدلات البقاء على قيد الحياة بين المرضى. وتسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى تعزيز الوصول إلى الخدمات الطبية المتقدمة والتوعية الصحية في هذه المناطق، للحد من تأثير العوامل الجغرافية والاقتصادية على حياة المرضى.
باختصار، تقدم هذه الدراسة رؤى مهمة حول التأثير العميق لمكان السكن على فرص البقاء لمرضى سرطان القولون والمستقيم، وتؤكد على ضرورة اتخاذ خطوات فورية لتحسين الظروف الصحية في المناطق الريفية والفقيرة لضمان تقديم رعاية صحية متكافئة للجميع.