"سبيرميدين" هو بروتين تم اكتشافه لأول مرة في السائل المنوي البشري، ولكنه موجود أيضاً في خلايا الجسم المختلفة. يلعب هذا البروتين دوراً مهماً في تقليل الالتهاب وتحفيز عملية الالتهام الذاتي، التي تعتبر حيوية للحفاظ على صحة الخلايا وتجديدها.
تنتج أجسامنا حوالي ثلثي كمية "سبيرميدين" التي نحتاجها، بينما يأتي الباقي من الأطعمة التي نتناولها. ومع تقدم العمر، يتناقص إنتاج "سبيرميدين"، مما يدفع بعض الخبراء إلى الاعتقاد بأن زيادة مستويات هذا البروتين يمكن أن تسهم في تأخير الشيخوخة وأمراضها المرتبطة.
دور "سبيرميدين" في الالتهام الذاتي
يعتبر "سبيرميدين" أساسياً في عملية الالتهام الذاتي، وهي عملية يتم فيها تحطيم الخلايا الميتة أو التالفة وإعادة استخدام مكوناتها لتكوين خلايا صحية جديدة. هذه العملية ضرورية للحفاظ على صحة الميتوكوندريا، وهي مصدر الطاقة الرئيسي للخلية. مع تقدم العمر، تفقد الميتوكوندريا قدرتها على توفير الطاقة بشكل فعال، مما يؤدي إلى تدهور الصحة العامة وزيادة التعب.
يحفز "سبيرميدين" عملية الالتهام الذاتي داخل الميتوكوندريا، مما يعزز قدرتها على العمل بشكل طبيعي وإعادة تأهيلها. كما يساعد هذا البروتين في الحفاظ على قدرة الخلايا الجذعية على الانقسام وتجديد الأنسجة.
أبحاث واعدة حول "سبيرميدين"
أجرت الدكتورة غادة الصالح من جامعة أكسفورد دراسة على مكملات "سبيرميدين" باستخدام خلايا بشرية مأخوذة من مرضى استبدال الورك. النتائج الأولية، التي لم تُنشر بعد، أظهرت أن المكمل يحفز الالتهام الذاتي في الأنسجة البشرية، مما قد يكون له تطبيقات علاجية محتملة، مثل علاج هشاشة العظام.
كما أشارت دراسة نشرتها المجلة الأمريكية للتغذية السريرية إلى أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أكبر من الأطعمة الغنية بـ"سبيرميدين"، مثل الفطر والشيتاكي والفلفل الأخضر والبروكلي والجبن القديم، كانوا أقل عرضة للوفاة المبكرة أو الإصابة بأمراض القلب.
الفوائد الأخرى لـ"سبيرميدين"
وجدت الدراسات أن "سبيرميدين" يمكن أن يعزز الخصوبة لدى الفئران الإناث الأكبر سناً. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة نشرتها مجلة Nature Cell Biology أن تقييد السعرات الحرارية والصيام المتقطع يمكن أن يزيد من مستويات "سبيرميدين" لدى البشر، مما يشير إلى أن تغييرات في نمط الحياة قد تؤثر على مستوياته في الجسم.
الأمان والاستخدام
تعترف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بسلامة "سبيرميدين" للاستهلاك البشري، وتعتبر الجرعات التي تصل إلى 6 ملغ يومياً آمنة، وفقاً لشركة أكسفورد Healthspan. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل إجراء أي تغييرات كبيرة في النظام الغذائي أو بدء تناول مكملات جديدة، خصوصاً إذا كنت تعاني من مشاكل صحية أساسية أو تتناول أدوية بانتظام.