في خطوة مبتكرة نحو تعزيز الرعاية الصحية المنزلية، يخطط فريق من الباحثين في جامعة ولاية كولورادو لتحويل عملية فحص قصور القلب من المختبرات إلى المنازل. يهدف هذا الفريق إلى تطوير جهاز استشعار كهروكيميائي صغير الحجم يُعرف باسم اختبار المناعة الكهروكيميائي القائم على الشعيرات الدموية (eCaDI)، والذي يمكنه اكتشاف علامات قصور القلب من خلال قطرة واحدة من اللعاب في أقل من 15 دقيقة.
تقنية حديثة تعتمد على اللعاب للكشف عن ضعف عضلة القلب
تتألف تقنية eCaDI من عدة طبقات مبتكرة. الطبقة العلوية مصنوعة من البلاستيك وتحتوي على ثقوب صغيرة لتحميل عينة اللعاب. بينما تحتوي الطبقة الوسطى على قنوات مقطوعة بالليزر لسحب العينة وتوجيهها نحو الألياف الموجودة بين الطبقات الخارجية. هذه الألياف تحتوي على مركبات كيميائية تتفاعل مع اللعاب وتقيس مستويات بروتينات معينة ترتبط بقصور القلب، مثل Galectin-3 وS100A7.
تطبيق عملي: من المختبر إلى المنزل
يشير الباحثون إلى أن هذا الجهاز يمكن أن يكون حلاً مثاليًا للأشخاص المعرضين لخطر قصور القلب، الذين قد يجدون صعوبة في الوصول إلى المستشفيات أو المختبرات. يقول تري بيتمان، طالب الدراسات العليا وأحد الباحثين الرئيسيين في هذا المشروع: "سيكون جهازنا مثالياً للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بقصور القلب، ولكنه مخصص بشكل خاص للأفراد الذين لا يمكنهم زيارة المستشفى أو المختبر بانتظام."
دقة في النتائج: اختبار مبكر لتقنية eCaDI
في اختبارات أولية أجريت على عينات لعاب بشرية تحتوي على مستويات مختلفة من العلامات الحيوية المرتبطة بقصور القلب، أظهر جهاز eCaDI قدرة فائقة على اكتشاف هذه العلامات بدقة عالية. هذه النتائج تمثل خطوة أولى نحو تطوير مستشعر كهروكيميائي غير جراحي يمكن استخدامه بسهولة في المنزل لمراقبة صحة القلب.
تجارب مستقبلية وتطويرات إضافية
من المقرر أن يقوم الفريق البحثي بتجربة الجهاز على مجموعة من الأفراد الأصحاء وأولئك الذين يعانون من قصور القلب، لضمان فعالية ودقة الاختبار في الظروف الواقعية. ويأمل الباحثون في أن يسهم هذا الابتكار في توفير طريقة مريحة وفعالة لمراقبة صحة القلب بشكل منتظم، مما يقلل من الحاجة إلى الفحوصات الدورية في المستشفيات.
الفرق بين المعيار الحالي والجهاز الجديد
حاليًا، يتم فحص قصور القلب عن طريق تحليل الدم في المختبرات الطبية، حيث يُقاس مستوى ببتيد معين يُعرف باسم ببتيد مدر للصوديوم من النوع B (BNP)، والذي يشير إلى مدى إجهاد القلب. هذا الفحص يُجرى عادة مرتين في السنة، ويتطلب زيارة أخصائي رعاية صحية. أما مع جهاز eCaDI الجديد، فإن الأفراد سيتمكنون من مراقبة صحتهم القلبية بأنفسهم كل بضعة أسابيع، مما يوفر الوقت ويزيد من الراحة.
أهمية الابتكار في تحسين الرعاية الصحية
يمثل تطوير هذا الجهاز خطوة هامة نحو تحسين جودة الرعاية الصحية، خاصة للأشخاص الذين يعيشون في مناطق نائية أو يواجهون تحديات في الوصول إلى الرعاية الطبية. بفضل هذا الابتكار، يمكن للأفراد المعرضين لخطر قصور القلب أن يراقبوا حالتهم الصحية بانتظام وبدون الحاجة إلى تدخل جراحي أو معدات معقدة، مما قد يسهم في تقليل معدلات الوفاة وتحسين جودة الحياة للعديد من المرضى حول العالم.