التصلب المتعدد هو حالة مرضية تؤثر بشكل كبير على الجهاز العصبي المركزي، إذ تقوم خلايا المناعة بمهاجمة طبقة الميالين، وهي الطبقة التي تغطي وتحمي الألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي. تحدثت الدكتورة آنا بوتينا، أخصائية طب الأعصاب، عن الأعراض المميزة لهذا المرض وكيفية التعامل معها.
توضح الدكتورة بوتينا أن الأعراض التي تظهر تعتمد بشكل كبير على موقع تلف الميالين في الجهاز العصبي. تقول: "في البداية، تكون الأعراض غير محددة وتتضمن ضعفًا عامًا، تعبًا، اضطرابًا في المشي، صعوبة في التذكر، ودوخة." يمكن لهذه الأعراض أن تتداخل مع العديد من الحالات المرضية الأخرى، مما يجعل التشخيص أكثر تحديًا.
الاضطرابات البصرية في التصلب المتعدد
تشير الدكتورة بوتينا إلى أن الأعراض البصرية تحتل مكانة مركزية في التصلب المتعدد، حيث يمكن أن تبدأ في عين واحدة فقط. تشمل هذه الأعراض ضعف الرؤية الحاد الذي يمكن أن يتراوح من عدم وضوح الرؤية إلى العمى الكامل. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المرضى من ازدواجية الرؤية أو فقدان نصف مجال الرؤية، مما يؤثر بشكل كبير على القدرة على أداء الأنشطة اليومية.
تنميل الأطراف وقشعريرة الجسم
من الأعراض الشائعة أيضًا شعور بالخدر أو الوخز في الأطراف. يصف المرضى هذا الشعور وكأنه زحف قشعريرة عبر الجلد. قد يؤدي هذا أيضًا إلى انخفاض أو فقدان حساسية الساقين، الذراعين، أو الجذع، ويمكن أن يظهر في أحد الأطراف أو أكثر. تقول الدكتورة بوتينا: "هذه الأعراض قد تتسبب في ضعف التنسيق، اختلال التوازن، وصعوبة في تنفيذ الحركات الدقيقة."
أهمية التشخيص المبكر
تشدد الدكتورة بوتينا على ضرورة استشارة الطبيب في حالة ظهور هذه الأعراض، مشيرة إلى أن التشخيص لا يمكن أن يعتمد فقط على الأعراض الظاهرة بسبب تنوع مظاهره وتشابهه مع أعراض أمراض أخرى. توضح: "للتأكد من الإصابة بالتصلب المتعدد، يجب إجراء فحوصات متقدمة مثل البزل القطني (lumbar puncture) للكشف عن تغيرات في السائل الدماغي الشوكي."
البزل القطني ودوره في التشخيص
يعد البزل القطني إجراءً مهمًا يساعد في تشخيص التصلب المتعدد، حيث يمكن من خلاله اكتشاف التغيرات في السائل الدماغي الشوكي التي تدل على وجود المرض. بالإضافة إلى البزل القطني، يمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) كأداة تشخيصية لتحديد مناطق التلف في الدماغ والحبل الشوكي.