في فصل الصيف الحار، يلجأ الكثيرون إلى شرب كميات كبيرة من الماء لتعويض السوائل التي يفقدها الجسم بسبب الحرارة المرتفعة. ومع ذلك، لا يدرك الكثيرون أن شرب الماء بكميات كبيرة يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على الصحة، قد تصل إلى التسمم بالماء.
مفهوم التسمم بالماء
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الماء إلى حالة صحية خطيرة تُعرف بالتسمم بالماء. على الرغم من أن الماء ضروري لمنع الجفاف والحفاظ على وظائف الجسم، إلا أن الإفراط في تناوله خلال فترة زمنية قصيرة قد يتسبب في مشكلات صحية مثل الارتباك والغثيان والقيء، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي إلى نوبات أو حتى الوفاة.
مخاطر الإفراط في شرب الماء
الأعراض والتشخيص
الأعراض: يصعب تحديد أعراض التسمم بالماء لأنها تتشابه مع أعراض الجفاف أو ضربة الشمس. وتشمل الأعراض الارتباك، الغثيان، والقيء، وقد تصل إلى حدوث نوبات أو غيبوبة في الحالات الشديدة.
التشخيص: يمكن أن يكون تحديد التسمم بالماء صعبًا نظرًا لتشابه الأعراض مع حالات أخرى، مما يتطلب وعيًا طبيًا دقيقًا لتفادي التشخيص الخاطئ.
نقص صوديوم الدم
عندما يستهلك الشخص كميات كبيرة من الماء في فترة قصيرة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تخفيف مستويات الصوديوم في الدم، مما يسبب حالة تُعرف باسم نقص صوديوم الدم. هذا التخفيف يؤدي إلى تورم خلايا المخ نتيجة الضغط الزائد، مما يسبب أعراضًا خطيرة.
العوامل المساهمة في التسمم بالماء
الظروف الطبية: بعض الحالات الصحية مثل ضعف وظائف الكلى وفشل القلب أو الكبد يمكن أن تزيد من خطر نقص صوديوم الدم، حيث يصعب على الجسم تنظيم مستويات الصوديوم.
النشاط البدني المكثف: يُعتبر الأشخاص المشاركون في مسابقات التحمل مثل الماراثون أكثر عرضة للتسمم بالماء بسبب شربهم كميات كبيرة من الماء لتعويض السوائل المفقودة.
التوصيات الصحية
الكمية المناسبة من الماء
يوصي الأطباء بشرب الماء فقط عند الشعور بالعطش، لتجنب الإفراط في تناول السوائل. توصي الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب بتناول ما بين 11.5 كوبًا و15.5 كوبًا من السوائل يوميًا، والتي تشمل السوائل من الماء والمشروبات الأخرى والطعام.
دور الكلى في إدارة السوائل
بحسب ثاندر جليلي، أستاذ التغذية وعلم وظائف الأعضاء التكاملي في جامعة يوتا، فإن كلى الإنسان يمكنها عادةً معالجة حوالي لتر واحد من الماء في الساعة. وإذا تجاوز الشخص هذه الكمية، فإنه يعرض نفسه لخطر تخفيف مستويات الصوديوم.