اكتشف فريق من الباحثين في جامعة أيوا الأمريكية علاقة بين تناول بعض أدوية البروستاتا الشائعة وانخفاض خطر الإصابة بالخرف الناتج عن أجسام ليوي. وقد أجريت الدراسة على بيانات 643 ألف رجل بدأوا حديثًا في تناول واحد من ستة أدوية لعلاج تضخم البروستاتا، وهي تيرازوسين (Tz)، دوكسازوسين (Dz)، ألفوزوسين (Az)، تامسولوسين، واثنين من مثبطات إنزيم 5-ألفا ريدكتاز.
أدوية البروستاتا وتعزيز إنتاج الطاقة:
تعمل ثلاثة من هذه الأدوية، وهي تيرازوسين (Tz) ودوكسازوسين (Dz) وألفوزوسين (Az)، على تعزيز إنتاج الطاقة في خلايا الدماغ. وقد أوضحت الدراسات السابقة أن هذه القدرة قد تساعد في إبطاء أو الوقاية من الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض باركنسون.
تحليل البيانات ونتائج الدراسة:
تابع الباحثون المشاركين لمدة ثلاثة سنوات تقريبًا، واكتشفوا أن الرجال الذين تناولوا أدوية تيرازوسين (Tz) أو دوكسازوسين (Dz) أو ألفوزوسين (Az) كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف الناتج عن أجسام ليوي بنسبة تقارب 40% مقارنة بالرجال الذين تناولوا تامسولوسين، وبنسبة 37% مقارنة بالرجال الذين تناولوا مثبطات إنزيم 5-ألفا ريدكتاز.
تصريحات الباحثين:
قال المعد الرئيسي جاكوب سيمرينغ: "إن أمراضًا مثل الخرف المصحوب بأجسام ليوي أو مرض باركنسون أو مرض ألزهايمر موهنة، وليس لدينا حقًا أي علاجات جيدة يمكنها تعديل تطور المرض. يمكننا علاج الأعراض، ولكن لا يمكننا في الواقع إبطاء المرض. بشكل عام، كان لدى الرجال الذين يتناولون أدوية Tz/Dz/Az خطرا أقل بنسبة 40% تقريبا لتطوير DLB مقارنة بالرجال الذين يتناولون تامسولوسين، وانخفاضا بنسبة 37% تقريبا في المخاطر مقارنة بالرجال الذين يتناولون مثبطات إنزيم 5-ألفا ريدكتاز".
إمكانيات الأدوية المستقبلية:
أعرب الباحثون عن حماسهم لإمكانيات هذه الأدوية، التي تمت الموافقة عليها بالفعل، وهي غير مكلفة وتم استخدامها بأمان لعقود من الزمن. وأكدوا أن هذا الاكتشاف قد يفتح آفاقًا جديدة لعلاج والوقاية من الأمراض التنكسية العصبية.
الخرف الناتج عن أجسام ليوي:
يعد الخرف الناتج عن أجسام ليوي ثالث أكثر الأمراض المسببة للخرف شيوعًا، بعد مرض ألزهايمر والخرف الوعائي. ويمكن أن تشمل أعراضه الهلوسة البصرية، ومشاكل في النوم، ومشاكل في سرعة التفكير واللغة، وبطء الحركة.
هذا الاكتشاف يفتح الباب لمزيد من الدراسات والبحوث التي قد تساعد في تطوير علاجات فعّالة للأمراض التنكسية العصبية، وتحسين جودة الحياة للمرضى المصابين بهذه الحالات الموهنة.