دراسة حديثة نشرت في مجلة Nature Communications كشفت أن خلايا سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، خاصة في غير المدخنين، قد تكون أكثر مقاومة للعلاجات المستهدفة. ويعزى ذلك جزئياً إلى وجود طفرات مزدوجة في الجينات، مما يسمح للخلايا السرطانية بتكيفها وتطوير مقاومة ضد مثبطات EGFR المستخدمة لعلاجها.
سرطان الرئة غير الصغيرة يشهد استجابات مختلفة للعلاج، حيث يظهر بعض المرضى تحسناً ملحوظاً مع استخدام مثبطات EGFR، بينما يظهر آخرون مقاومة شديدة للعلاج، خاصة أولئك الذين يعانون من طفرات إضافية في الجين p53. ومن المعروف أن هذه الطفرات قد تلعب دوراً كبيراً في تعقيد علاج السرطان وفي تفاوت نتائج العلاج بين المرضى.
لتفسير هذه الظاهرة، قام الباحثون بتحليل بيانات تجارب جديدة لمثبط EGFR، أوسيميرتينيب، الذي طورته شركة "أسترازينيكا". وخلال الدراسة، تم متابعة استجابة المرضى الذين يحملون طفرات EGFR فقط والذين يحملون كل من طفرات EGFR وp53. وأظهرت النتائج أن الأورام التي تحمل كلتا الطفرتين قد تكون أكثر استعداداً لتطوير المقاومة للأدوية، حيث تظهر بعض الأورام استجابة محدودة للعلاج بينما تنمو أخرى بشكل مقلق.
الأبحاث أيضاً تشير إلى أن هذه الظاهرة قد تكون نتيجة "الاستجابة المختلطة"، حيث تستجيب بعض مناطق الورم للعلاج وتتقاوم مناطق أخرى، مما يجعل التحدي لأطباء الأورام أكثر تعقيداً في ضبط العلاج الفعال لكل حالة فردية.
لدراسة أكبر لهذه الظاهرة، قام الباحثون بتحليل نماذج الفئران التي تحمل طفرات EGFR وp53، حيث أظهروا أن الأورام المقاومة في هذه النماذج تظهر نسباً أعلى من الخلايا السرطانية المحدثة جينياً، مما يسهم في زيادة احتمالات تطور المقاومة للأدوية.
قال البروفيسور تشارلز سوانتون، أحد الباحثين في هذه الدراسة من معهد السرطان بكلية لندن الجامعية ومعهد فرانسيس كريك: "نجحنا في فهم كيفية تأثير طفرة p53 على نسب البقاء لدى مرضى سرطان الرئة غير المرتبط بالتدخين، مما يعزز من مخاطر تطور الخلايا المقاومة للأدوية عبر عدم استقرار الصبغيات".
تعتبر هذه الدراسة خطوة هامة نحو فهم أفضل لسبب وميكانيكية المقاومة للعلاج في سرطان الرئة غير الصغيرة، وتوفير أساس أقوى لتطوير استراتيجيات علاجية مستقبلية تستهدف هذه الفئة الخاصة من المرضى.