في تطور علمي مثير، أجرى فريق من الباحثين في جامعة أكسفورد دراسة جديدة تهدف إلى استكشاف إمكانات عقار الفياغرا (سيلدينافيل) في تعزيز وظيفة الأوعية الدموية في الدماغ، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من خطر الإصابة بالخرف. وقام الباحثون بتقديم عقار الفياغرا لمجموعة من المشاركين في الدراسة، إلى جانب عقار مشابه يُدعى "سيلوستازول" ودواء وهمي، وذلك على مدار 3 أسابيع بترتيب عشوائي.
وكشفت نتائج الدراسة أن الفياغرا تزيد من تدفق الدم في كل من الأوعية الدماغية الكبيرة والصغيرة، مما يعزز من وظيفة الأوعية الدموية في الدماغ. ووجد الباحثون أيضاً أن كلاً من الفياغرا وسيلوستازول يقللان من مقاومة الأوعية الدموية في الدماغ، مما قد يساهم في تحسين تدفق الدم وتغذية الدماغ بشكل أفضل.
ومن المثير للاهتمام أن الفياغرا تسببت في آثار جانبية أقل مقارنة بعقار سيلوستازول، خاصة فيما يتعلق بانخفاض معدل الإصابة بالإسهال، مما يجعلها خياراً أكثر أماناً للمرضى.
وأعرب الدكتور أليستر ويب، الأستاذ المشارك في مركز وولفسون للوقاية من السكتات الدماغية والخرف في أكسفورد، عن تفاؤله بنتائج الدراسة، قائلاً: "هذه أول تجربة تظهر أن سيلدينافيل يصل إلى الأوعية الدموية في الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، مما يحسن تدفق الدم. وهذا يدل على إمكانات هذا العقار الجيد والمتوفر على نطاق واسع للوقاية من الخرف، والذي يحتاج إلى اختبار في تجارب أكبر".
وأشار الباحثون إلى أن هناك حاجة ملحة لإجراء مزيد من التجارب الأكبر لتأكيد هذه النتائج واستكشاف إمكانات سيلدينافيل في الوقاية من الخرف الوعائي على نطاق أوسع. فقد يكون لهذا العقار دور حيوي في تغيير طريقة التعامل مع الخرف الوعائي وتحسين جودة الحياة للمرضى.