أشهر قليلة من بداية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كانت فترة هدوء بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، خاصة في ظل سياسات ترامب المتمثلة في دعم قوي لإسرائيل. ولكن مع مرور الوقت، بدأت تظهر تحديات غير متوقعة، حيث فرض ترامب ضغوطًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ملفات هامة.
وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة "يديعوت إحرنوت" الإسرائيلية، تم التأكيد على أن نتنياهو، رغم تحالفه القوي مع ترامب، يواجه ضغوطًا متزايدة من واشنطن قد تؤثر على استقلالية القرار الإسرائيلي. من أبرز هذه الضغوط كان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، الذي فرضته الولايات المتحدة عبر مبعوثها ستيف ويتكوف، رغم مقاومة نتنياهو له.
كما بدأت الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل للمضي قدماً في مفاوضات حدودية مع لبنان، وهو أمر كان نتنياهو قد عارضه سابقاً عندما اعتبر الاتفاق الذي وقعه سلفه يائير لابيد بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان "خيانة". ورغم مقاومة نتنياهو، سيضطر في النهاية إلى تطبيق اتفاقية لابيد تحت الضغط الأميركي.
الصحيفة اعتبرت أن ترامب لم يكتفِ بموقعه كـرئيس للولايات المتحدة، بل يسعى أيضًا لأن يكون له تأثير مباشر في السياسة الإسرائيلية، وهو ما يجعل نتنياهو في موقف حساس، حيث يفتقر إلى بديل سياسي واضح في هذا الملف.
وفيما يتعلق بالضغوط السياسية داخل إسرائيل، تشهد البلاد هجمات متبادلة بين حزب الليكود الحاكم وحزب "يش عتيد" الذي ينتمي له لابيد، حيث يتهم كل طرف الآخر بالاستسلام في مواجهة التهديدات الأمنية من حزب الله وحركة حماس.