في خطوة مثيرة للجدل، أقدمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على اتخاذ قرار العفو عن نجله هانتر بايدن في قضيتين أمام المحكمة، رغم تعهدات سابقة بعدم اتخاذ مثل هذا القرار. وقد أثار هذا القرار الكثير من الجدل، خاصة مع الظروف السياسية الحالية التي تشهدها الولايات المتحدة.
وفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل"، كان وراء القرار السيدة جيل بايدن، زوجة الرئيس الأمريكي، التي تُعتبر الداعم الرئيسي لابنها هانتر. ويؤكد مصدر مطلع أن جيل لعبت دورًا محوريًا في دفع زوجها إلى اتخاذ هذا القرار، معتبرة أن الحفاظ على وحدة الأسرة والمصلحة العائلية كان أمرًا أساسيًا في هذا التوقيت الحساس.
تأثير الأسرة في اتخاذ القرار الرئاسي
من المعروف أن الرئيس جو بايدن يأخذ نصائح من أسرته المقربة قبل اتخاذ العديد من القرارات السياسية الهامة. وفي هذا السياق، كانت جيل بايدن تبرز دائمًا كأحد المؤثرين الرئيسيين على قراراته، سواء كانت تلك القرارات تتعلق بالشؤون الداخلية أو الخارجية.
ويشير التقرير إلى أن قرار العفو عن هانتر جاء بعد مناقشات جادة خلال عطلة عيد الشكر، التي قضتها الأسرة في جزيرة نانتوكيت. في تلك الأثناء، كانت الأوضاع السياسية تتغير بسرعة، خاصة مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، مما جعل الأمر أكثر إلحاحًا بالنسبة للبيت الأبيض لتقديم حماية قانونية لهانتر.
العوامل السياسية المحيطة بالقرار
على الرغم من تعهد جو بايدن بعدم التدخل في قضايا نجله القانونية، فإن التطورات السياسية الأخيرة، وخاصة فوز ترامب في الانتخابات، قلبت الموازين. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الغارديان" إن احتمال ترك هانتر بايدن "تحت رحمة وزارة العدل" في ظل الأوضاع السياسية المتوترة أصبح أمرًا صعبًا، خاصة مع تزايد الحديث عن الاستهداف السياسي له من قبل بعض الأوساط.
وفي هذا الإطار، كانت الأسرة بايدن تشعر بضرورة اتخاذ القرار قبل أن تتفاقم الأمور، ويصبح العفو عن هانتر أمرًا لا مفر منه. وقد أضاف التقرير أن جو بايدن، الذي يتسم بالتروي والتفكير العميق في قراراته، قد اقتنع في نهاية المطاف بأهمية اتخاذ هذه الخطوة.
موقف البيت الأبيض من العفو
في البداية، كان البيت الأبيض قد صرح مرارًا بأنه لا توجد أي خطط للعفو عن هانتر بايدن، لكن مع تطور الأحداث، اتخذ الرئيس الأمريكي قرارًا بالعفو عنه. وبحسب الصحيفة، فإن بايدن وقع على قرار العفو في قضيتي هانتر بايدن بعدما تبين أن القضايا كانت تثير الكثير من الجدل داخل الأوساط السياسية والإعلامية.
ومن جانبها، أكدت جيل بايدن، التي كانت دائمًا تدافع عن ابنها، أن هذا القرار لم يكن سهلًا ولكنه كان ضروريًا لضمان حماية العائلة وحفظها من الهجمات السياسية المستمرة.
تساؤلات حول العفو ومواضع القلق
رغم تأكيد الرئيس بايدن على أن قراراته تأتي من منطلق القيم العائلية، فإن هذا القرار أثار العديد من التساؤلات حول مدى تأثير الضغوط السياسية والعائلية في اتخاذ القرارات الكبرى في البيت الأبيض. وقد بدأ البعض في التشكيك في مدى استقلالية القرار الرئاسي، خاصة مع تزايد الحديث عن دور جيل بايدن في تحديد مسار هذه القرارات.
ومع مرور الوقت، يبقى السؤال قائمًا حول مدى قدرة العائلة على التأثير في السياسة الأمريكية على نطاق أوسع. هل سيتمكن جو بايدن من الحفاظ على توازن بين مصالح أسرته وبين واجباته كقائد للأمة؟ الإجابة على هذا السؤال قد تكشف لنا المزيد عن المستقبل السياسي للرئيس بايدن.